رفعت رشاد سؤالي استفهامي وليس استنكاريا. إلي أين تذهب بنا السفينة مصر. القوي السياسية تتفتت وتتشرذم لتعود مرة أخري وتتوحد وتتآلف. الحزب السلفي الكبير النور يتشقق من الداخل وتتفرق قياداته وتتصارع، فهل السلطة مرض يؤدي إلي هذه النتائج؟. عندما تصارع قادة النور أطاحوا ببعض وأقالوا بعضاً وبدأت الصراعات بينهم تتخذ منحي آخر بينما الحزب علي وشك خوض انتخابات البرلمان. الأحزاب الناصرية اجتمعت واتحدت وبصوت عبد الحكيم عبد الناصر وأمام قبر الزعيم أعلن التحالف، وبمجرد إعلان التحالف أو الاندماج، صدر صياح الناصريين بصوت عال معارضين النظام والجمعية التأسيسية وكل ما هو ضد الطموحات الرئاسية للمندمجين. في الوقت الذي قطع فيه تحالف القوي الليبرالية شوطا إلي حد ما، وجدنا بعض القوي الصوفية تشكل كيانا أطلقت عليه إخوان رسول الله واجتمع الصوفية مع عمرو موسي ويحيي الجمل لتدشين الكتلة الجديدة التي تهدف إلي مواجهة الإخوان المسلمين. هذا التفتت والاندماج يعني أن الرؤية لدي المصريين غائبة وأن بوصلة السياسة لا تستقر بمؤشرها علي النقطة الحقيقية والسليمة. يعني أننا نتخبط لأن لا كيانا واحدا من هؤلاء أعلن عن برنامج أو خطة محددة أو عن خط سياسي أو منهج فكري محدد، كلها كلمات مطاطة مثل الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية.. إلخ. لم يحدد أي منهم مشروعات معينة يتم تنفيذها لكي يشعر المواطن بجدية المطروح من كيانات واندماجات. لقد بات المواطن المصري حقل تجارب للكيانات السياسية التي لا تملك الخبرة الكافية لضبط شراع السفينة، حتي الحكومة أعلنت أنها أعدت خطة لمدة 10 سنوات. كانت الدولة في فترة الخمسينيات والستينيات تعد خططا (خمسية) أما القول بخطة السنوات العشر، فهي جديدة. من حقنا أن نقلق علي مصر.