سناء عبدالحليم مازال الرئيس محمد مرسي يسير في الخط الذي رسمه لسياسة مصر الخارجية في الجمهورية الجديدة أو الثانية كما يسميها البعض، وحديثه لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كان مرتبا وعن وعي حقيقي للأبعاد التي تحكم علاقاتنا بالغرب وبأمريكا علي وجه الخصوص. والتوقيت الذي اختارته صحيفة نيويورك تايمز لاجراء هذا الحديث مع الرئيس المصري من المؤكد أنه لم يكن عفويا أو في مجال اجراء حديث عادي مع رئيس جديد.. لكنه جاء عقب أحداث الفيلم المسيء للاسلام ورسوله الكريم صلي الله عليه وسلم أي انه جاء في وقت مستفزة فيه مشاعر المسلمين في مصر وشتي بقاع الأرض.. وبما ان الرئيس مرسي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين فإنه في تصورهم سيكون أكثرهم استفزازا مما حدث وبالتالي تأتي ردوده غاضبة وحاملة لمشاعر الكره تجاه الغرب الأمريكي.. ولكن وبصدق أثبت الرجل للمرة المائة انه رجل سياسة محنك يضع كل أمر في نصابه الصحيح.. مع الأخذ في الاعتبار ان كرامة مصر والمصريين فوق أي مزايدة أو تعد.. وسار حديثه في اتجاه معتدل مسالم لا يعادي لكنه لا يرضخ.. وادرك الرجل بذكاء ان كل كلمة تصدر منه الآن محسوبة علي مصر ومستقبلها السياسي والاقتصادي.. وبرغم كل الصعوبات التي يمر بها الاقتصاد المصري الآن إلا انه رفض الموافقة علي كلمة حليفة التي تتشدق بها أمريكا تجاه الدول النامية والواقعة في طابور الرحمة الأمريكية.. وقال انه ينظر إلي الدولتين باعتبارهما صديقيين حقيقيين. وانا اقول انه آن الاوان لشركاء العالم مهما كان قدرهم السياسي والاقتصادي ان يعوا جيدا ان هناك كرامة وقيم ومعتقدات وعادات تؤمن بها الشعوب الأخري وتقام علي أساسها علاقات الدول.