وصف المسئول الأمريكي المكلف بمكافحة الإرهاب الاعتداء الذي وقع علي القنصلية الأمريكية في بنغازي بأنه "إرهابي" مع تأكيده بأنه "لم يكن مدبرا". وكان مسئولون أمريكيون تحدثوا بشكل رسمي أو دون الكشف عن هوياتهم قد كثفوا من تصريحاتهم المتناقضة أحيانا حول هذا الهجوم المسلح الذي أودي بحياة السفير كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين. وردا علي سؤال في لجنة بمجلس الشيوخ، قال مدير مركز مكافحة الإرهاب ماثيو اولسن إن الأمريكيين الأربعة "قتلوا خلال هجوم إرهابي علي قنصليتنا". وأوضح مع ذلك أن الأمر يتعلق ب"هجوم غير مدبر". علي الصعيد نفسه، أعلنت مجموعة من عناصر الشرطة الليبية في مدينة بنغازي التمرد ورفض العمل تحت إمرة القيادة الجديدة التي جاءت بعد حادث القنصلية الأمريكية. وصرح القائد الجديد للشرطة صلاح دغمان في بنغازي أنه طالب بإرسال الجيش إذا لم يتمكن من بدء العمل. علي الصعيد نفسه رفض وزير الداخلية التونسي علي لعريض الاستقالة من منصبه علي خلفية مقتل أربعة أشخاص وإصابة العشرات في مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين هاجموا الجمعة الماضية السفارة والمدرسة الأمريكيتين احتجاجا علي الفيلم المسيء للإسلام. وطالب نواب في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) خلال "جلسة مساءلة" لوزير الداخلية باستقالته من منصبه بسبب "عجز" جهاز الأمن. من جانبه، أعلن السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الفيلم المسيء "فاضح ومخز". وقال بان كي مون إن حرية التعبير "حق ثابت" يجب أن تتم حمايته بشرط إلا يصطدم بمعتقدات وقيم الأخر. وفي تطور آخر، رفعت الممثلة الأمريكية سيندي لي جارسيا المشاركة في فيلم "براءة المسلمين" دعوي قضائية ضد مخرج الفيلم تتهمه فيها بتضليلها حول نوايا هذا الفيلم، مشيرة إلي أنه أوضح لها أن أحداث الفيلم تدور حول مغامرات في الصحراء. من جهة أخري، أعلنت سفارة الولاياتالمتحدة في إندونيسيا أنها ستغلق كل بعثاتها الدبلوماسية اليوم في البلاد التي تعد أكبر الدول من حيث عدد المسلمين في العالم، وذلك تحسبا لمظاهرات عنيفة أخري احتجاجا علي الفيلم المسيء للإسلام. في نفس السياق، شارك المئات من الأشخاص في أفغانستان في مظاهرات حاشدة للاحتجاج علي الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم والتي نشرتها مجلة فرنسية أول أمس. وفي طهران، تظاهر حوالي مائة شخص أمام السفارة الفرنسية في العاصمة الإيرانية احتجاجا علي نشر الرسوم. من جانبها، نددت شخصيات إسلامية فرنسية بارزة بنشر الرسوم، معتبرة أن الرد علي هذه "الخطوة الاستفزازية" يجب أن يظل في نطاق الوسائل السلمية التي تقرها التشريعات الفرنسية. ورفضت تلك الشخصيات الدعوة إلي التظاهر وقالت إنها تخشي أن تؤدي أي تجمعات احتجاجية إلي وقوع أحداث عنف تزيد من تشويه صورة المسلمين و"تحولهم من ضحايا إلي معتدين". علي جانب آخر، قالت منظمة التعاون الإسلامي إنها ستقوم بإحياء محاولات تهدف منذ أمد بعيد إلي جعل ازدراء الأديان جريمة جنائية دولية. وقال أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام للمنظمة إنه يجب علي المجتمع الدولي "ألا يختبئ خلف ذريعة حرية التعبير" في إشارة إلي الحجج الغربية الرافضة لقانون عالمي لتجريم ازدراء الأديان تسعي إليه منظمة التعاون الإسلامي منذ أكثر من عشر سنوات.