أشكر كل من ساهم في هذا المسار التاريخي، إن ماحدث سيكتب بحروف من ذهب في التاريخ الصومالي، وآمل ان يتجه الصومال الي الافضل وان تصبح مشاكلنا جميعا من الماضي .. انه شيء سار بالنسبة لي ان اشهد انتخابات نزيهة في مقديشيو بعد 42 عاما منذ ان سيطر محمد سيد بري علي السلطة في 1969 . هذه كانت الكلمات الاولي لحسن شيخ محمود بعد انتخابه رئيسا جديدا للصومال وقبل محاولة اغتياله الفاشلة ب48 ساعة . الرئيس الجديد الذي ترجع اصوله الي قبيلة الهوية مثل الرئيس السابق، دخل معترك السياسة حديثا جدا وهو ليس مقتربا من اي فصيل متورط في الحرب الأهلية، أمضي شيخ محمود سنوات ينشط ليتدارك المعارك بدلا من المشاركة فيها. وهو معروف باعتداله، عمل مع العديد من المنظمات الدولية في الصومال غير انه يبقي مجهولا لدي المجتمع الدولي. تخرج شيخ محمود من الجامعة الصومالية الوطنية عام 1981 وحصل علي درجة الماجيستير من جامعة بوبال الهندية . عمل لسنتين موظفا لشئون التعليم في منظمة الاممالمتحدة ورعاية الطفولة اليونيسيف في مناطق وسط وجنوب الصومال حتي مغادرة بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في الصومال عام 1995 . وبعد اربع سنوات أنشأ المعهد الصومالي للتطوير التنظيمي والاداري في مقديشيو والذي انضم مؤخرا الي جامعة سيماد الصومالية. في عام 2011 أسس حزب السلام والتنمية الذي يتولي رئاسته حاليا وكان علي علاقة بحزب الاصلاح القديم في الصومال . حصل الاستاذ الجامعي شيخ محمود -65 عاما- علي أغلبية أصوات أعضاء البرلمان (190 صوتا) في الدورة الثانية من الانتخابات متفوقا علي الرئيس المنتهية ولايته شريف شيخ احمد الذي حصد 79 صوتا فقط . كان شيخ احمد قد تصدر نتيجة الجولة الاولي من الانتخابات بأربعة وستين صوتا بينما ذهب ستون صوتا الي شيخ محمود . وانسحب كل من عبد الولي محمد علي رئيس الوزراء الصومالي المنتهية ولايته، ورجل الاعمال عبد القادرعصبلي في المنافسة. الرئيس شيخ محمود تعرض بعد اقل من 48 ساعة علي انتخابه لهجوم انتحاري تبنته حركة الشباب الاسلامية.. وكان يجتمع وقت وقوع الهجوم مع وزير خارجية كينيا سامسون اونجيري في الفندق الذي يقيم فيه منذ انتخابه. نجا شيخ محمود من الهجوم ولكن الحادث اسفر عن مقتل ثلاثة جنود واصابة ثمانية آخرين بالاضافة الي مقتل الانتحاريين. إن محاولة اغتيال شيخ محمود تشير الي ان الوضع الأمني الذي تحسن في الأيام الماضية بدا منفلتا فور تنصيب الرئيس الجديد، بقاء الرئيس لمدة يومين في فندق الجزيرة في العاصمة بعد انتخابه رئيسا للبلاد وعدم توجهه للقصر الرئاسي يشيرايضا إلي انه لا يحبذ ان تحميه القوات الافريقية. العقبة الرئيسية أمام شيخ محمود تتمثل في الخلل الأمني علاوة علي القضايا السياسية المختلفة وكذلك التعامل مع دول الجوار التي لها دور بارز في محاربة حركة الشباب . علي الرئيس الجديد فهم طبيعة المواقف الداخلية والتكيف مع الوضع الأمني الذي لا يبشر بخير في هذه المرحلة كما يجب عليه معالجة القضايا الأمنية حتي يتمكن من تنفيذ وعوده . يبدو ان وعود شيخ محمود ببناء دولة صومالية جديدة وتجديد ملف المصالحة الوطنية بين الصوماليين، سوف تصطدم أمام العقبات الأمنية التي تحول دون تحريك تلك الملفات الشائكة . ينهي انتخاب الرئيس الجديد مرحلة انتقالية استمرت ثماني سنوات أدارت خلالها حكومة انتقالية مدعومة من الأممالمتحدة شئون البلاد، ويلوح بإقامة حكومة مركزية حقيقية منذ الاطاحة بنظام الرئيس سيد بري عام 1991 . فهل يتمكن الرئيس الصومالي الجديد من ضبط الامن والقضاء علي الفساد وهل يمثل انتخابه حقا مرحلة جديدة في التاريخ السياسي للصومال؟