مصطفى بلال حادث مركب الموت لشباب المصريين قبالة السواحل الليبية، لن يكون الأخير بالقطع!!. سيناريو الحادث المفجع سيتكرر دوماً ما دامت الدولة تغمض طرفها عن حيثيات المشكلة ولم تتخذ خطوة إيجابية واحدة تجاه استئصال الجُرح من جذروه!! واجب وطني، وفريضة علي حكومة قنديل أن تضيء القنديل لتبحث وتفتش في ملف الهجرة غير الشرعية، وتسعي جاهدة لتضع الحلول العاجلة لتلك الوسيلة التي أودت بحياة العشرات من شباب الوطن. هؤلاء الشباب أجبرهم »الضنك« وسوء المعيشة »ووقف الحال« علي البحث والتنقيب عن حياة تبدو كريمة نوع ما.. ولا شك انهم الأعلي والأفضل من أقرانهم الذين يرحبون بالحياة السهلة ويسعدون بأنهم »عالة« علي »قفا« أسرهم التي لم تبخل عليهم بالغالي والنفيس لتأهيلهم وتربيتهم وإعدادهم ليخوضوا غمار الحياة. شباب الهجرة غير الشرعية.. رجال ضاقت بهم سبل العيش علي أرض بلدهم.. رفضوا »التنطع« في الشوارع وعلي النواصي.. قهروا رغباتهم للجلوس علي المقاهي، والكافيهات، وحبس أنفسهم لمشاهدة الفضائيات. هل يصدق عاقل أن عودة الابن إلي أهله ووطنه بعد الفشل في رحلة الهروب للخارج هي اسوأ الحلول له؟! هؤلاء الشباب يمتلكون من »النخوة« و »الشهامة« والرجولة في اتخاذ القرار ما لم يستطع عليه غيرهم!! هؤلاء لم يلجئهم الي روح المغامرة وركوب الصعب الا ما هو أصعب منه!! .. والسؤال: من المتهم الذي دفع هؤلاء الشباب إلي المخاطرة والمجازفة بأرواحهم، وما ملكت إيمانهم؟! الأجابة واضحة لا لبس ولا غموض فيها.. وبدون أدني تفكير: إنه النظام السابق، وحكوماته المتعاقبة التي استطاعت »التكويش« علي فرص العمل الحقيقية لأبنائهم وذرياتهم وزبانيتهم الذين نجحوا في »مسح الجوخ« وتقبيل »الأيدي والأرجل«!!! لقد قضي النظام السابق - أهلكه الله - علي أكثر من جيل من شباب الوطن بعد أن استفحلت وتوحشت البطالة ونالت بأنيابها السامة أكثر من 03٪ ممن هم في سن العمل والإنتاج!!! .. وختاما، وبعد بسم الله الرحمن الرحيم.. يقول سبحانه وتعالي في سورة النساء: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها، فأولئك: مأواهم جهنم وساءت مصيرا. إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. فأولئك عسي الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفورا. ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة. ومن يخرج من بيته مهاجراً إلي الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره علي الله، وكان الله غفوراً رحيما«. صدق الله العظيم. عزيزتي حكومة قنديل. تحركي قبل فوات الأوان عسي أن تكوني افضل من السابقات في عهد مبارك المخلوع!!