عقب ثورة يناير أعيد تشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان واضيف لعضويته بعض الوجوه المعبرة عن روح الثورة، وقاد الاستاذ محمد فايق نائب رئيس المجلس العمل باقتدار في هذه المرحلة نظرا للحالة الصحية لرئيس المجلس الدكتور بطرس غالي.. واكتسب المجلس المزيد من ثقة الرأي العام واحترامه بسبب أدائه المتميز. وقبل نحو عشرة شهور اعيد تشكيل المجلس الاعلي للصحافة بنفس الروح وبرموز وكفاءات لها تاريخها وعندها القدرة علي التعامل مع مشاكل المهنة التي تعقدت. وبالفعل بدأ المجلس في التعامل مع هذه المشاكل قبل أن تداهمه الهجمة الشرسة التي تستهدف حرية الصحافة والتي اصبح التصدي لها هو المهمة الاولي امام كل اصحاب الرأي وامام الجماعة الصحفية بكل تياراتها. بالأمس صدر قرار جديد بتشكيل جديد للمجلسين .. القرار صدر عن مجلس الشوري الفاقد للشرعية اصلا والذي ينتظر الحكم بحله بعد ايام. التشكيل الجديد لحقوق الإنسان خلا من اسماء حافظ ابوسعدة ومني ذوالفقار وعمرو الشوبكي وعمرو حمزاوي وجورج اسحق. والتشكيل الجديد للمجلس الاعلي للصحافة يخلو من اسماء صلاح منتصر وصلاح عيسي وامينة شفيق ووحيد عبدالمجيد وضياء رشوان ومحمد سلماوي وجمال الغيطاني وكلها - كما تري - اسماء تستحق الاستبعاد »!!« بعد ان تمسكت بالدفاع عن الحريات، ورفضت منطق الهيمنة والاستحواذ و»الاخونة«!! ولأن من اصدروا القرارات كانوا يريدون ان تكون الرسالة واضحة فقد تم في نفس اليوم تعيين عشرة محافظين جدد كان ثلاثة منهم من العسكريين لتولي المسئولية فالمحافظات الحدودية في هذه الظروف الصعبة، بينما كانت اغلبية الباقين من الاعضاء العاملين بجماعة الاخوان المسلمين.. وبمعيار الكفاءة وحدها كما اكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة. وسط هذا كله كان لابد من لمسة كوميدية، حتي ولو كانت من الكوميديا السوداء. وقد حدث ذلك في البرنامج الذي يقدمه الاعلامي عمرو اديب وكان يشاركه الدكتور ضياء رشوان. حين اتصل الاثنان هاتفيا بوزير التنمية المحلية يسألانه عن المحافظين الجدد، فاذا بالرجل يقسم علي الهواء انه لا يعرف معظمهم »بمن فيهم محافظ القاهرة« وانه لم يقابلهم ولا يعرف تخصصاتهم ولا خبراتهم، ولكنه والحمد لله يثق في اختيارهم ويطالبنا بأن نكون مثله!!! الي هنا كان الامر قد تحول إلي »مسخرة« وكان السؤال هو: هل هكذا يحكم بلد بحجم مصر، وبعد ثورة بعظمة ثورة يناير؟!