محمود حبيب واستكمالا لما نشر في هذا المكان الاسبوع الماضي نقول: يا من تريدين السعادة عليك أن تحتذي حذو الصالحات وتقتفي آثارهن وتتأسي بهن . فهذه فاطمة بنت محمد صلي الله عليه وسلم سيدة نساء هذه الأمة يقول عنها علي رضي الله عنه: لقد تزوجتها وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلق عليه الناضح بالنهار.ويقول عنها عطاء بن أبي رياح: إن كانت فاطمة ابنة رسول الله صلي الله عليه وسلم لتعجن وان قصعتها لتضرب الأرض والجفنة. ويقول عنها علي رضي الله عنه: لقد جرت بالرحي حتي أثر بيدها، واستقت بالقربة حتي أثرت بنحرها، وقمّت البيت حتي اغبرت ثيابها. هكذا المرأة المسلمة لا تجد فراغَاْ تعمل بالليل والنهار ترجو رحمة العزيز الغفار، تخدم زوجها، وتعتني ببيتها ، وتشتغل بشؤونها.. وتأخذ بوصايا الاعرابية: اي بنية انك فارقت بيتك الذي منه خرجت ومخدعك الذي فيه درجت الي مخدع لم تعرفيه وقرين لم تألفيه , فكوني له أمة يكن لك عبدا.. الاولي والثانية، فاصحبيه بالقناعة، وعاشريه بحسن السمع والطاعة.. واما الثالثة والرابعة، فالتفقد لموضع عينه وأنفه فلا تقع عينه منك علي قبيح، ولا يشم منك الا أطيب ريح.. وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه ومنامه فان تواتر الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة.. وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله والاهتمام بعياله... فملاك الأمر في مال : حسن التقدير . وفي العيال : حسن التدبير.. وأما التاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمرا" ولا تفشين له سرا".. فانك ان خالفته أوغرت صدره وان فشيت سره لم تأمني غدره... ثم اياك والفرح بين يديه اذا كان مهتما"، والكآبة بين يديه اذا كان فرحا".