رغم حداثة تكليفه بمسئولية المنصب، وقصر فترة الممارسة وخطورة المنصب في كونه معبراً عن لسان رئيس الجمهورية، بل مؤسسة الرئاسة بالكامل وأهمية كل كلمة قد تصدر، وفي ظل الأحداث الجسام التي مرت بها مصر في الفترة الأخيرة، إلا أننا وجدنا د. ياسر علي المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية رجلاً رابط الجأش واثقاً من نفسه، دمث الخلق، عف اللسان، رغم العديد من الاستفزازات الاعلامية والصحفية التي وجهت إليه من اعلاميين مصريين وأجانب! يتميز الرجل بتحري الدقة والتعبير المباشر في الإجابة عن أي سؤال، أو قضية دون الالتفاف أو التعويم لمعني المقابلة أو الحدث، فنجده ينقل إلينا في كلمات بسيطة قصيرة مضمون وفحوي ما حدث بالفعل، وليس بكلمات تعودنا علي أن نسمعها طوال العقود الماضية، والتي كانت لا تخرج في معظم الحالات عن »لقاء الرئيس مع شقيقه الضيف« إذا كان عربياً، و»الصداقة التي تربط الرئيس بصديقه« إذا كان الرئيس أوروبياً، أو أن الزعيمين بحثا العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية والتعاون المشترك! »وخدمة المصالح المشتركة«! كلمات مطاطة لا تشفي سمع القارئ أو المستمع. لكن د. ياسر علي قدم لنا كإعلاميين صورة ومفهوما جديدا لوظيفة المتحدث الرسمي الذي ينقل لنا ما جري من محادثات، ويقدم لنا الخبر بصورة مكتملة وحقيقية، تمكننا من أن نعرف أو نستنتج ونحلل حقيقة ما حدث فيما يجري من أحداث! كنت مراسلاً في مؤسسة الرئاسة سنوات طوال يمكنني أن أؤكد أن هناك تغييراً كبيراً في أداء المتحدث الرسمي لم يكن موجوداً ربما عن عمد وبقصد! ما كنا نسمعه أو نراه شيئا، وما يملي علينا شيئاً آخر، كان البعض من الزملاء المراسلين لا يذهب إلي المقر علي اعتبار أنه لن يكون هناك جديد، بل إنه من الممكن أن نكتب الخبر حول المحادثات دون خطأ من خلال خبرتنا السابقة التي تعودنا علي أنها لن تخرج عما تعودنا سماعه.. أقول بحق إنني كنت متخوفاً وقلقاً ومشفقاً علي د. ياسر علي في مهمته، لكن الرجل نجح بدرجة كبيرة جداً، كل ما أتمناه أن يواصل النجاح ليظل نموذجاً مشرفاً للشباب المصري الواعي والقادر علي تحمل المسئولية بجدارة. صورة مشرفة لنتائج ثورة 52 يناير.