كاميرات الصحف ومحطات التليفزيون العالمية علي موعد اليوم لتسجيل حدث من نوع خاص له أهمية ودلالة ستكشف عنها الأيام القادمة وهو وصول الرئيس محمد مرسي إلي طهران في أول زيارة لرئيس مصري لايران منذ قيام الثورة الخومينية عام 9791 وقطع العلاقات مع مصر لموقفها المؤيد للشاه محمد رضا بهلوي واستضافتها له حتي وفاته ودفنه في مصر. أقول كل كاميرات الصحف ومحطات التليفزيون العالمية مهتمة بتسجيل لحظة وصول الرئيس مرسي إلي طهران لأنها تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.. الزيارة لها هدف محدد وهو مشاركة الرئيس في الجلسة الافتتاحية لقمة دول عدم الانحياز وتسليمه رئاسة الحركة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي سيجلس إلي جواره علي المنصة.. كان يمكن أن يقوم بهذه المهمة رئيس الوفد المصري سواء كان وزير الخارجية أو نائبه لكن الرئيس محمد مرسي اختار أن يذهب بنفسه في رسالة غير مباشرة تؤكد أن مصر الجديدة مصر ثورة 52 يناير لا تمانع ولا ترفض إعادة فتح قنوات الاتصال مع إيران التي اغلقها النظام السابق. بالاضافة إلي هدف آخر وهو أن يقدم د. مرسي نفسه إلي العالم وإلي قادة دول عدم الانحياز بصفة خاصة من خلال الكلمة التي سيلقيها في افتتاح القمة بصفته الرئيس الحالي للحركة.. هذه الكلمة ستكون بلا شك فرصة لدعوة دول العالم للتعاون مع مصر في عهدها الجديد الذي تنفتح فيه علي جميع الدول بلا حساسيات وعلي أساس من الاحترام المتبادل. المتحدث باسم الرئاسة د. ياسر علي أكد أكثر من مرة خلال الأيام الماضية أن زيارة د. مرسي لإيران تقتصر علي حضور الجلسة الافتتاحية للقمة ولن تستغرق أكثر من 5 ساعات. اصرار المتحدث الرسمي علي تكرار هذا التصريح يوحي بأنه ينفي عن الرئيس اتهاما معينا.. وهذا غير صحيح لأن عودة العلاقات إلي طبيعتها بين أقوي قوتين اقليميتين يصب بالتأكيد في مصلحة المنطقة قبل أن يحقق مصلحة البلدين.. اقتراح الرئيس مرسي الذي طرحه في القمة الاسلامية بمكة بتشكيل لجنة رباعية للسعي لحل الأزمة في سوريا من مصر والسعودية وتركيا وإيران لقي ترحيبا من الجانب الإيراني.. وهو اقتراح جيد لأنه راعي تمثيل ايران اللاعب الرئيسي في الساحة السورية انطلاقا من اقتناع مصر أنه لا يمكن إيجاد حل للأزمة في سوريا دون أن تكون إيران طرفا فيه.. هذا الاقتراح يعيد لمصر ثقلها ودورها التاريخي في المنطقة. علي صعيد آخر فإن التقارب المصري الإيراني لا يمكن أن يكون علي حساب دول الخليج وهذا ما أكدته مصر وشددت أكثر من مرة علي أن أمن الخليج خط أحمر لأنه من أمن مصر.. لهذا لا أري مبرراً لتخوف بعض الدول الخليجية من التقارب المصري الإيراني خاصة أن كل دول الخليج لها علاقات دبلوماسية وتجارية مع إيران علي أوسع مدي. الاستثمارات والسياحة الإيرانية يمكن أن تمثل رافداً مهماً لدعم الاقتصاد المصري خاصة أن الإيرانيين متعطشون لزيارة مصر ومعروف عنهم اقبالهم الشديد علي التسوق في أي دولة يزورونها.. واسواق مكة والمدينة تشهد بذلك.. ولهذا فهم في انتظار تشغيل خط الطيران المباشر بين القاهرةوطهران الذي تم الاتفاق عليه بين سلطتي الطيران في البلدين عام 0102 لكن لم يفعل لعدم وجود الإرادة السياسية. المهم.. وما يجب أن يفهمه الإيرانيون جيداً أن التقارب مع مصر وإن كان يصب في مصلحة الشعبين والمنطقة إلا أنه لا يعني أبدا السماح بأية محاولات للتدخل الإيراني في الشئون الداخلية لمصر أو نشر المذهب الشيعي.. هذه أيضاً خطوط حمراء في العلاقات المصرية الإيرانية.