إىمان أنور ما أكثر الدموع التي تنهمر من أعيننا في لحظات الخشوع والتذلل لله سبحانه وتعالي.. حيث يكون الإنسان مستذكرا لتقصيره ولما اقترفته يداه وهو بين يدي خالقه يدعو ويتضرع . بالأمس كانت ليلة القدر التي وصفها الله سبحانه وتعالي بأنها خير من ألف شهر.. اتجه المسلمون لإحيائها بالعبادة.. وغاصت جميع المساجد بالمصلين بدءا من بيت الله الحرام بمكة المكرمة إلي كل بقعة طاهرة علي وجه المعمورة . شاهدنا الخشوع والدموع علي الفضائيات .. ورأينا الأجساد التي انتفضت من خشية الله سبحانه .. ذكرتنا هذه المشاهد بملايين المسلمين الذين رأيناهم وحضرنا مع بعضهم في الأعوام السابقة في هذا المشهد المهيب .. الذي ندعو الله دوامه ... أكثرت من الحديث مع إبن شقيقتي محمد - 15 عاما - وأنا أقول له إن الملايين من المسلمين يحيون ليالي القدر كما تراها وتشاهدها وتحضر إحياءها سنويا .. لكن أغلبهم ينفضون ثيابهم علي عجلة من أمرهم ليعودوا إلي حياتهم الطبيعية وكأن شيئا لم يكن. يا محمد إن حالة الخشوع وما يصاحبها من تفاعل ودموع .. سلاح ذو حدين فلا تعتاد علي ذرف الدموع التي تشعرك وكأنك تحللت من أخطائك السابقة وأن ذنوبك غفرت وأصبحت كيوم ولدتك أمك.. هكذا لأنك بكيت فقط. يا بني حين يبكي الإنسان يكون أقرب إلي ربه .. فاجعل دموعك دموع إقلاع عما يبعدك عنه بعد جفافها وانتهاء الإبتهال والدعاء.. فدموعنا جميعا حسرات علي ما فرط في جنب الله . واجعل دموعك دموع قرار بأن تكون حياتك قريبة مما يرضي الله.. قرر في ليالي هذه الليلة المباركة من الشهر الفضيل أن تكون حياتك في تعاليمه .. وأن تصطبغ بهديه وإرشاده .. فالدموع تجف ويتضاءل أثرها إن لم تتحول إلي قرارات ومسالك عمل .. يا بني لا يغرك مظهرك ولا مظهر أحد .. وابحث عن الجوهر.. فهو واقع الإنسان الذي يتمثل في تعامله وقوله وتصرفاته .. فالدين ليس في الدموع ومظاهر الخشوع ..الدين يا بني في الشارع والمدرسة والعمل والأهل والعائلة وحين السراء والضراء والرضا والغضب .. هناك تعرف جواهر الناس وحقيقة إيمانهم !.