إيمان أنور وكأن شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار قد بدأ للتو.. فبالأمس القريب سررنا بأن رمضان المبارك قد دق أبواب المسلمين مذكرا إياهم بالطاعات والصلاة والقيام.. وها هو اليوم يلملم أيامه الأخيرة أيام العتق من النار بدأنا نشعر بأننا نفقد شيئا فشيئا هذا الزائر المحبب إلي القلب الذي بارك لنا أيامنا وحلاها .. ونحن نعيش حاليا ليالي العتق من النار في الثلث الأخير من شهر الخير والبركة والكرم والجود رمضان المبارك الذي تسارعت ايامه الفضيلة وانقضت سريعا كلمح البصر علي المؤمنين التائبين الحريصين علي عباداتهم وصلواتهم وحسن صيامهم. هذا العتق من النار في رمضان مستمر ليل نهار .. قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: (إنَّ لله تبارك وتعالي عتقاء في كل يوم وليلة -يعني في رمضان- وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة) .. وكما ورد في الاثر.. هناك مجموعة من الأعمال الصالحة التي تعتق المرء من النار.. ومنها الإخلاص في الصيام وحفظ اللسان والدعاء والاقتداء بأهل العتق من النار. وفي الدعاء.. عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: »إن لله تعالي عند كل فطر عتقاء من النار وذلك كل ليلة«.. فرمضان شهر الدعاء كما قال تعالي:( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) .. كما يجب علينا ان نستغل هذه الأيام المباركة بالاقتداء بأهل العتق من النار.. وأولهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، قال تعالي:( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) .. ومنهم أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (إن أبا بكر دخل علي رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقال: أنت عتيق الله من النار فيومئذ سمي عتيق) .. اللهم تقبل منا الصيام والقيام وبارك لنا في رمضان واجعلنا من عتقائه.. آمين يارب العالمين.