د. حاتم عبدالمنعم أحمد قضية الخلافة الإسلامية ترددت بقوة في الشهور الأخيرة وهي تثير من التساؤلات والمخاوف داخلياً وعربياً وعالمياً ويجب ان نتعامل معها بوضوح وليس بالصمت أو تلميحات هنا أو هناك. فهي من الخطورة والأهمية بحيث يجب طرحها بصراحة ومن اعلي المستويات بداية من سيادة الرئيس إلي حزب الحرية والعدالة وعلي الرئيس والحزب توضيح موقفهما صراحة من هذه القضية وخاصة أنها مستمدة من فكر الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة، كما رددها المرشد محمد بديع مع انتخابات مجلس الشعب الأخيرة ثم رددت أكثر من مرة في المؤتمرات الانتخابية للدكتور محمد مرسي في الشهور الأخيرة واشاعت مخاوف كثيرة داخل مصر ثم امتدت هذه المخاوف لمعظم الدول العربية وبعد ذلك للعالم بوجه عام ولذلك ليس غريباً أن نري بعض الدول العربية الصديقة تهاجم جماعة الإخوان المسلمين بوضوح وقوة وبعضها الآخر انشأ إدارة مخابرات لمكافحة جماعة الإخوان المسلمين وأهدافها التوسعية. وبعد ذلك علينا كمصريين مناقشة وتحليل هذه الفكرة خاصة وأن بعض المؤيدين لفكرة الخلافة يردد ويقول إنه ليس هناك فرق بين فكرة الخلافة الاسلامية والقومية العربية فلماذا الهجوم علي الخلافة في حين ان معظم الشعب المصري تقبل فكرة القومية العربية في المشروع الناصري.. والواقع ان الفروق كبيرة جداً وشاسعة بين فكرة الخلافة الاسلامية والقومية العربية وهذا ما سوف نجتهد في توضيحه في ضوء تحليل علمي ايكولوجي وهو ما يعني ببساطة تحليل شامل للأبعاد الفيزيقة والانسانية معا المرتبطة بالقضية اي في ضوء عوامل جغرافية وسياسية واجتماعية وثقافية متنوعة.. لان الجغرافيا هي أم الحقائق التي لا يختلف عليها فردين، فمثلاً السودان وليبيا وفلسطين جيران مصر والخط الأول للأمن القومي ولا يختلف علي ذلك فردان ولا يمكن تغيير هذه الحقيقة وهذه الحقيقة يترتب عليها حقائق سياسية اخري وهي أن مصلحة مصر بالدرجة الاولي في علاقات جيدة مع هذه الدول وبعدها بقية دول العالم العربي، ولذلك فإن الحديث عن القومية العربية يعتمد علي مصالح مصر السياسية المعتمدة علي حقائق الارض والجغرافيا.. ولكن مشكلة الخلافة الاسلامية أنها تتكلم عن عالم إسلامي يضم باكستان وماليزيا وافغانستان وهي دول لا يربطنا بها امتداد جغرافي طبيعي ولذلك فالفكرة لا تقوم علي أرض الواقع او المصالح السياسية الحقيقية فهذا قول الجغرافيا الذي لا يمكن الاختلاف عليه أو تجاهله لانها ام الحقائق كما يقول دائماً عالمنا الكبير د. جمال حمدان، وبعد ذلك هناك قضية اللغة فالقومية العربية تعتمد علي عالم عربي يتكلم العربية والخلافة الاسلامية تعتمدعلي لغات متعددة فالفروق شاسعة وكبيرة ولا يمكن لاي تحليل علمي تجاهل ذلك، ثم ننتقل للثقافة بمفهومها الشامل من عادات وتقاليد وأعراف وقيم وأزياء ومساكن وخلافه فنجد التقارب الثقافي واضح: بين بلدان القومية العربية والعكس تماماً في بلدان الخلافة، وبعد العامل الثقافي ننتقل الي النظام السياسي ونظام الدولة، فالقومية العربية فكرة تسعي لتكامل أو إطار للتعاون بين جميع البلدان العربية بنظمها المدنية المعروفة ولكن فكرة الخلافة ترتبط بالدولة الدينية فهذه خلافة اسلامية قد تؤدي لقيام دولة صليبية أو اتحاد للمسيحيين غير الدولة اليهودية ويزداد التعصب الديني في العالم بأسره وبعد ذلك فالخلافة تستلزم خليفة المسلمين وهل هذا يعني خلافة أبدية والغاء الانتخابات واستبدال الديمقراطية بأهل الحل والعقد كما كما تردد كثيراً في الفترة الأخيرة وهذا يعني العودة لحكم رجال الدين والغاء الدولة المدنية.. وللحديث بقية.