حياة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه سيرة عطرة ترشدنا الي ماهية السلوك الحق وكيف لا وهو من تربي علي يد خير خلق الله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وسأقف عند بعض النقاط في سيرته، نحن في حاجة لتذكرها الآن لنقتدي بها، عندما تولي خلافة المسلمين اجتمع بعائلته وأقاربه وقال لهم"إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا وإن الناس ينظرون اليكم كما ينظر الطير الي اللحم، فإن وقعتم وقعوا وإن هبتم هابوا، وإني والله لا أوتي برجل منكم وقع فيما نهيت الناس عنه إلا ضاعفت له العذاب لمكانه مني فمن شاء منكم فليتقدم ومن شاء فليتأخر". فالقربة عند الفاروق رضي الله عنه لا تعني ان العدالة في أجازة بل تعني البعد عن أي شبهة، وحدث ان شاهد إبلا سمانا فسأل لمن هذه الإبل فعلم أنها لابنه "عبد الله"فعنفه وطلب منه أن يأخذ المال الذي دفعه في هذه الإبل ويجعل الربح في بيت مال المسلمين، لأنه رأي أن من رعي هذه الإبل كان مجاملة لأبن أمير المؤمنين، وذات يوم قدمت له زوجته مرة "طعاما حلوا" فسألها من أين هذا الطعام ؟فأجابت صنعته من المال الذي تقدمه لي للطعام،فما كان منه إلا أن قلل النفقة التي يعطيها لها من مال المسلمين. مواقف كثيرة قدمها لنا لنخشي من الله في كل صغيرة وكبيرة فالوقوف بين يدي الله أمر جلل لا يقوي عليه الصالحون فما بالنا نحن؟ مآثر الفاروق كثيرة لا نستطيع أن نعددها، سيرة حياته قدوة لنا جميعا حكاما ومحكومين، ويحدوني الأمل بتولي الدكتور محمد مرسي لرئاسة مصر إننا يمكن أن نقترب من العدل فالرجل كما يبدو يخشي الله ولا نزكي علي الله أحدا وإنما نحسبه علي خير ، اللهم نور بصيرتنا الي ما تحبه وترضاه ووفقنا وولاة أمورنا الي خير العباد والبلاد ، آمين يارب العالمين.