سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ڤيللا الطيور.. تحكي تاريخ الاسكندرية القديم اكتشاف 4 أرضيات »موزاييك« ملونة نادرة منذ القرن الأول الميلادي البعثة الأثرية البولندية تؤكد وجود امتداد للفيللا أسفل مقر المطافئ
رحلة عبر الزمان إلي الاسكندرية القديمة في عصر الرومان.. فرصة نادرة يتمتع بها زائر فيللا الطيور الآثرية داخل المسرح الروماني بوسط المدينة.. فالجزء المكتشف من البيت الأثري البديع يرجع تاريخه إلي عام 05 ميلادية أي القرن الأول الميلادي.. وظل عامرا لمدة 003 عام ليسجل خلاله ملامح الحضارة والحياة في هذا العصر.. كما ترجع أهمية فيلا الطيور إلي الفسيفساء الدقيقة الملونة الموجودة بها والتي تتيح الفرصة لدراسة هذا التراث الزخرفي المعماري في إطاره الحضاري والتاريخي وتعويض قلة عدد قطع الفسيفساء في مصر القديمة هي التي حفظت في مواقعها الأصلية.. »الأخبار« قامت بجولة في البيت الأثري صاحبتنا خلالها الاثرية مني محمد عبدالله لنستعرض اجزاء الفيللا الدقيقة وتفاصيل الآثار.. والفيللا يحيط بها بيت زجاجي لحماية الموازييك الدقيق بها والذي يشاهده الزائرون من خلال سلم خشبي معلق في منتصفها.. التقتينا بالدكتور محمد عبدالمقصود رئيس اثار وجه بحري والذي أوضح ان الفيلا تمثل جزءا مهما من آثار الاسكندرية التي تحظي باهتمام عالمي رغم انه لم يكتشف إلا ربعها فقط حتي الآن.. حيث يتوقع افراد البعثة الأثرية المصرية البولندية وجود امتداد لفيللا الطيور ولكن اسفل شوارع كوم الدكة ومقر المطافئ.. ونظرا لاهميتها ودقة العناصر الاثرية بها فمازالت تخضع لعمليات ترميم وتنقيب مستمرة مثمرة.. واحدث هذه العمليات هي اقامة نظام صرف متطور خارجي ليحمي قطع الفسيفساء الدقيقة من اثار المياه والامطار ومياه ري الحدائق المحيطة بها بجانب معالجة »النشع« بها للحفاظ علي هذا التاريخ.. تاريخ ويتابع ان هذه الفيللا تتميز بتكوين جميل من لوحات الفسيفساء الأرضية »الموزاييك« التي تم تبليطها في عصر الامبراطور هادريان »711-831« ميلادية، عندما كانت الاسكندرية في اوج مجدها.. ولكنها تأثرت بشدة نتيجة حريق مدمر في أواخر القرن الثالث الميلادي.. أدي إلي تراكم الحطام علي أرضياتها وتموج اسطح الفسيفساء نتيجة للحرارة الشديدة.. ومن المرجح ان سبب الحريق يرجع إلي اضطراب الاحوال الداخلية في مدينة الاسكندرية اثناء حكم الامبراطور اوريليان عام 272 ميلادية.. أو اثناء الحصار الذي فرضه الامبراطور دقلديانوس علي المدينة عام 792 ميلادية لكبت روح التمرد الداخلية اثناء عصر الشهداء واضطهاد المسيحيين.. وقد استغل اهالي الاسكندرية مخلفات هذا الحريق في اعادة بناء مدينتهم.. وبعد سنوات عديدة وفي غضون اعوام 054- 055 ميلادية تم بناء العديد من المنازل والمخازن والحوانيت فوق هذه المخلفات تاركة لحسن الحظ ماتحتها من لوحات الفسيفساء الأرضية مردوما.. وترجع هذه المباني إلي العصر البيزنطي.. فهناك حائط من هذه المباني البيزنطية التي استخدمت لمدة قرن من الزمان يمكن رؤيته فوق فناء الفيلا وبعد عدة قرون وتحديدا عند دخول نابليون بونابرت مصر في آواخر القرن الثامن عشر ردمت هذه المنطقة باكوام ترابية لتكوين ربوة عالية بني عليها طابية وقد تهدمت هذه الطابية في الخمسينيات من هذا القرن وتعاقبت الحفائر في المنطقة إلي ان تم الوصول إلي وسط المدينة القديمة ونتيجة لاعمال المنقبين والمرممين أمكن لفيلا الطيور ان ترحب بزوارها مرة أخري.. أركان الفيلا ومن جانبه يؤكد الاثري علاء الشحات مدير عام آثار الاسكندرية ان للفيللا افضل نموذج من عصر الرومان يمثل المباني السكنية العمرانية القليلة التي تم العثور عليها في المدينة.. ولايزال مدخل الفيلا الواقع في الجهة الجنوبية والحمام الخاص بها الواقع في الجهة الشرقية مختفيين ومطمورين.. أما بقية الغرف التي تم التنقيب عنها فهي تحيط بفناء الفيلا الذي يمد هذه الغرف بالضوء والهواء واحدي هذه الغرف مخصصة للطعام.. حيث كان يجلس الضيوف علي ارائكها للتلذذ باصناف الطعام المختلفة التي احضرت من جزيرة كريت وجزر اليونان وموريتنيا كما تخبرنا بقايا الخزف التي تم العثور عليها في الفيلا.. أما علي مقربة من غرفة الطعام كانت توجد ثلاث غرف أخري يرجح انها كانت مخصصة للنوم أو المكاتب.. فسيفساء ويضيف علاء الشحات ان اصحاب فيلا الطيور قاموا بزخرفتها اربع مرات علي اقل تقدير حيث يوجد علي اقدم الحوائط المكتشفة طبقة من البياض باشكال تطابق ترابيع الرخام وهي زخرفة كانت متبعة في بيوت مدينة بومبي.. وارضيات هذه الحوائط عبارة عن طبقة بياض جيرية بسيطة وقام اصحاب الفيللا من الاجيال التالية بتركيب اسطح الفسيفساء المختلفة علي مرحلتين متلاحقتين والدليل علي ذلك وجود طبقة الفسيفساء الدقيقة التي تصور حيوان النمر تحت طبقة الفسيفساء أخري بها اشكال هندسية.. أعمال الترميم ويوضح الدكتور محمد عبدالحميد مدير المسرح الروماني أن المباني الأثرية المجاورة للفيللا الطيور تؤكد انها كانت تقع في حي من أنشط أحياء مدينة الاسكندرية، فقد اكتشف بجانبها العديد من المباني الأخري كالحمام الامبراطوري ومسرح اوديون وصهاريج مياه ومخازن وحمامات عامة إلي جانب العديد من المباني السكنية الأخري.. وبفضل التنقيب الذي استمر حوالي 04 عاما من قبل المركز البولندي للآثار بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار برئاسة د. زاهي حواس امكن الكشف عن معظم هذه المباني وتحويلها إلي حديقة أثرية فريدة من نوعها تقع في قلب مدينة الاسكندرية الحالية.. وأخيرا قام المجلس الأعلي للآثار ومشروع الآثار المصرية التابع لمركز البحوث الأمريكي بمصر بترميم وحماية الفسيفساء في هذه الفيللا بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.. وقد تم رفع المخلفات وتنظيف الفسيفساء من آثار الحريق.. واصلاح ما بها من كسور مختلفة حدثت نتيجة انهيار الحوائط علي اسطحها.. كما ثم ترميم الاجزاء المفقودة من هذه الفسيفساء إلي جانب بناء سقف فوقها وتركيب نظام تهوية طبيعية تحت طبقاتها لحمايتها من التدهور الذي قد ينتج من تسرب المياه لاسطحها.. واثناء تنفيذ هذه الأعمال اكتشف المنقبون الفسيفساء التي تصور النمر والتي تعتبر من أدق القطع المكتشفة ويرجح انها رممت قبل ذلك حيث يمكن حاليا تمييز قرون حيوان ما بجانب أرجل النمر قد تم إزالة معالمه.