نموذج تجريبي لمواجهة أزمة كثافة الفصول استعدادًا للعام الدراسي الجديد في المنوفية    شهادة تقدير ودرع المحافظة.. أسوان تكرم الخامسة على الجمهورية في الثانوية الأزهرية    تنفيذي الشرقية يُناقش خطة استثمارية ب1.14 مليار جنيه لتحسين الخدمات بالمراكز والمدن    وزير البترول يلتقي وفدا رفيع المستوى من شركة شل العالمية    5 شركات تركية تدرس إنشاء مصانع للصناعات الهندسية والأجهزة المنزلية في مصر    انقسام بين قادة الاتحاد الأوروبي بعد إعلان ترامب عن الاتفاق التجاري الجديد    أطباء بلا حدود: حالات الإسهال المائي ترتفع مجددا في جميع أنحاء اليمن    «أكسيوس»: مسؤولان إسرائيليان يصلان واشنطن لبحث ملفي غزة وإيران    حجز محاكمة متهمين بوفاة لاعب كاراتيه بالإسكندرية لجلسة 22 سبتمبر للنطق بالحكم    أحمد حسن يكشف مفاجأة بشأن مستقبل حسين الشحات مع الأهلي    دون خسائر.. السيطرة على حريق بمحل مأكولات شهير في المنتزه بالإسكندرية    تكريم 30 طالبًا من أوائل الثانوية العامة في القاهرة بديوان عام المحافظة    انهيار لطيفة بالبكاء أثناء تقديم واجب العزاء ل فيروز في نجلها زياد الرحباني (فيديو)    فى يومه ال 11.. "برنامج اليوم" يتابع فعاليات مهرجان العلمين بدورته الثالثة    "فتح" تُثمن دعوة الرئيس السيسي ومواقف مصر الداعمة لفلسطين    هل ظهور المرأة بدون حجاب أمام رجل غريب ينقض الوضوء؟ الإفتاء تُجيب    هل وجود مستحضرات التجميل على وجه المرأة يُعد من الأعذار التي تبيح التيمم؟ الإفتاء تجيب    في اليوم العالمي لالتهاب الكبد.. الوشم والإبر يسببان العدوى (الأعراض وطرق الوقاية)    الحر الشديد خطر صامت.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على القلب والدماغ؟    البحيرة: قافلة طبية مجانية بقرية الأمل وأرياف أبو المطامير ضمن جهود العدالة الصحية غدا    وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري    بنك مصر يوقع بروتوكول تعاون مع دوبيزل لدعم خدمات التمويل العقاري    طريقة عمل التورتة بمكونات بسيطة في البيت    اندلاع حريق فى أحد المطاعم بمنطقة المنتزه شرق الإسكندرية    مران خفيف للاعبي المصري غير المشاركين أمام الترجي.. وتأهيل واستشفاء للمجموعة الأساسية    عمار محمد يتوج بذهبية الكونغ فو فى دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    توجيهات بترشيد استهلاك الكهرباء والمياه داخل المنشآت التابعة ل الأوقاف في شمال سيناء    موسكو تبدأ رحلات مباشرة إلى كوريا الشمالية وسط تراجع الخيارات أمام السياح الروس    ضعف المياه بشرق وغرب بسوهاج غدا لأعمال الاحلال والتجديد بالمحطة السطحية    قرارات هامة من الأعلى للإعلام ل 3 مواقع إخبارية بشأن مخالفة الضوابط    تجديد حبس متهم بقتل سيدة وسرقة 5700 جنيه من منزلها بالشرقية بسبب "المراهنات"    السيسي: قطاع غزة يحتاج من 600 إلى 700 شاحنة مساعدات في الإيام العادية    لمواجهة الكثافة الطلابية.. فصل تعليمي مبتكر لرياض الأطفال بالمنوفية (صور)    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم فردوس عبد الحميد بدورته ال 41    البربون ب320 جنيهًا والقاروص ب450.. أسعار الأسماك والمأكولات البحرية اليوم في مطروح    وزير الأوقاف: وثِّقوا علاقتكم بأهل الصدق فى المعاملة مع الله    حملات الدائري الإقليمي تضبط 18 سائقا متعاطيا للمخدرات و1000 مخالفة مرورية    الفنان محمد رياض يودع السودانيين فى محطة مصر قبل عودتهم للسودان    ينطلق غدا.. تفاصيل الملتقى 22 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"    ديمقراطية العصابة..انتخابات مجلس شيوخ السيسي المقاعد موزعة قبل التصويت وأحزاب المعارضة تشارك فى التمثيلية    وزير الصحة: مصر الأولى عالميا في الحصول على التصنيف الذهبي بالقضاء على فيروس سي    محافظ المنيا: إزالة 744 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة    على خلفية وقف راغب علامة.. حفظ شكوى "المهن الموسيقية" ضد 4 إعلاميين    السّم في العسل.. أمين الفتوى يحذر من "تطبيقات المواعدة" ولو بهدف الحصول على زواج    الشرطة التايلاندية: 4 قتلى في إطلاق نار عشوائي بالعاصمة بانكوك    المجلس الوزاري الأمني للحكومة الألمانية ينعقد اليوم لبحث التطورات المتعلقة بإسرائيل    الهلال الأحمر المصري يواصل دعمه لقطاع غزة رغم التحديات الإنسانية    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    شوبير يدافع عن طلب بيراميدز بتعديل موعد مباراته أمام وادي دجلة في الدوري    هل ستفشل صفقة بيع كوكا لاعب الأهلي لنادي قاسم باشا التركي بسبب 400 ألف دولار ؟ اعرف التفاصيل    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء الاحتلال من أراضى فلسطين    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    طرائف الانتقالات الصيفية.. الزمالك وبيراميدز كشفا عن صفقتين بالخطأ (صور)    هدى المفتي تحسم الجدل وترد على أنباء ارتباطها ب أحمد مالك    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    الكرتي يترك معسكر بيراميدز ويعود للمغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عزازي علي عزازي »الصحفي محافظ الشرقية« المستقيل يتحدث عن أسباب عودته لصفوف الجماهير:
مصر مهددة بحالة استقطاب سياسي خطر علي شخصيتها وهويتها
نشر في الأخبار يوم 07 - 07 - 2012


د. عزازى على عزازى أثناء حواره مع » الأخبار«
سعدت بوجود رئيس مصري مدني احترمه كشخص وكرمز ورئيس لكل المصريين
استقالتي معدة سلفا منذ انتخابات الاعادة الرئاسية وطلب مني الاستمرار بموقعي
لابد من قوانين جديدة تدير وتنظم الصحافة اكثر عدلا وإدراكا لطبيعة العمل الصحفي
ربما تكون استقالة محافظ الشرقية تبدو للكثيرين مفاجأة لكن من يعرفه كان يمكن ان يتوقع منه مثل هذه الاستقالة.. فيعد عزازي بقناعته السياسية احد كوادر الناصرية مما يجعله علي النقيض من التوجه السياسي للرئيس الجديد وحزبه مما يستحيل معه العشرة والقيام بمهامه التنفيذية.. ومع ذلك يري البعض انه قدم استقالته لأنه يعلم يقينًا أنه لا يمكنه الاستمرار في هذا المنصب عقب تشكيل حكومة جديدة..!
لكن عزازي يرد ان استقالتي كانت معدة سلفا منذ انتخابات الاعادة الرئاسية بل وطلب مني الاستمرار في موقعي لكني فضلت خدمة الوطن في موقع اخر. فلم يكن ليطيق العمل تحت رئاسة شفيق وكذا مرسي.. عزازي من مواليد الشرقية حاصل علي درجة الدكتوراة وعمل بالعديد من الصحف المصرية.. الجمهورية وصوت العرب والموقف العربي والكرامة.
سألناه عن حقيقة قناعاته السياسية التي دفعته بالتبكير باستقالته من منصبه كمحافظ للشرقية مسقط رأسه.. وموقفه من فكر الجماعة وترشيح شفيق ومرسي.. وموقفه من الجمعية التأسيسية ومجلس الشوري والصحف المصرية وكيفية التعامل معها وفك أسرها من عبء الحكومات المتعاقبة وحتي مجلس الشوري.
وأعرب المحافظ المقدم استقالته"لم يبت فيها بعد" أن تنحيه عن منصبه لا يعني عدم التعاون مع الدولة والمشاركة في البناء.. وقال أن هناك فرقا كبيرا بين الدولة والنظام الذي ممكن ان اختلف معه.. لكنك مع الدولة الام مصر.
هناك من يري انك تعجلت في استقالتك من موقعك كمحافظ للشرقية؟
بالتأكيد انا لم اتعجل في الاستقالة.. بل حاولت صياغة الموقف علي ضوء المعطيات الجديدة باعتلاء الاخوان سدة الحكم.. فوجدت من الافضل ترك موقعي كمحافظ مع بزوغ ما يسمي بمحاولة تسييد فكرة الدولة الدينية عند الإخوان.. وهي فكرة ضد قناعاتي السياسية وضد النضال المصري الحقيقي علي طول تاريخه بأهمية وجود دولة مدنية ترفع شعار المواطنة.. وطوال عمري وفي كل مواقعي التي عملت بها وتوليتها لم اخن نفسي اطلاقا ولم استطع ذلك..!
وكنت اعمل علي ما أؤمن به شخصيا.. ومع ما يتوافق والفكر العام السائد لصالح هذا الوطن ..وبالفعل تشريفي بموقع محافظ في ظل الثورة كان يتوافق مع ما اؤمن به طوال حياتي.. وعند تغير المعطيات وقدوم جديد كان لابد من مراجعة النفس والقناعات وعليه تقدمت باستقالتي.. لأنني أحسست انني سأقع في تناقض ما بين قناعاتي الشخصية والتوجهات الجديدة ففضلت بالطبع الانسحاب بالاستقالة.. وابحث عن موقع اخر يسمح لي بالعمل وخدمة الوطن..ودائما انا ما اقوم بمراجعة النفس وبمراجعتي في هذه الاستقالة اجد انني اخترت الموقف المناسب في الوقت المناسب .. وبالطبع لن اترك ميدان العمل العام وخدمة الوطن..إنما في موقع اخر.
تهنئة للرئيس
لكنك تقدمت باستقالتك بعد فوز الدكتور مرسي بالرئاسة؟
غير صحيح.. فقد قررت هذه الخطوة قبل جولة إعادة الانتخابات الرئاسية.. وأعلنت أنني لن استطيع العمل مع أي من المرشحين المتنافسين فيها"شفيق - مرسي".. لأنني لن استطيع المشاركة في تنفيذ مشروع دولة يرأسها أي منهما، لأن محمد مرسي وأحمد شفيق يغيب عن كليهما البعد الاجتماعي الوطني في التغيير.. وبالمناسبة فقد ارسلت برقية تهنئة للرئيس مرسي قلت فيها: "إننا سعداء بوجود رئيس مصري مدني جاء بانتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية وانك جئت باختيار الشعب وبإرادة حرة ونموذج ديمقراطي أبهر العالم".. وبالتأكيد احترمه كشخص وكرمز، واتعشم أن يكون رئيسا لكل المصريين.
ألم تشعر بالحزن لأنك ستترك موقعك وتترك بعضا من المشاريع التي كنت تود استكمالها؟
احسست فعلا ببعض الحزن ..لكني عملت طوال الفترة الماضية التي توليت فيها ضمن قناعاتي وكان حجم تنفيذ خطة المحافظة غير مسبوق فقد وصل إلي 701٪ مما كان مستهدفا في العام الماضي بفضل المتابعة اليومية الدقيقة واستبعاد الفاسدين والأقل كفاءة لصالح الأكفأ وصاحب اليد النظيفة.. وقد استفدنا من بند صرف كل الميزانية المخصصة للخدمات والا كانت سترجع لوزارة المالية فقد يسرنا العمل بأكبر قدر من المرونة.
وكنت اتمني اتمام ورؤية مشاريع كثيرة مثل مجمع المواقف للسيارات..وهو موقف عام لكل انواع السيارات وحديقة كبيرة..وهذا الموقف يساهم بشكل عاجل وحاسم في السيولة المرورية.. ووضعنا بالفعل حجر الاساس ..ثم كان هناك في رأيي اكبر مشروع قومي يجري العمل به مشروع "مثلث بحر البقر" وبحر البقر هي المناطق المجاورة بين ثلاث محافظات "الشرقية والدقهلية وبورسعيد" وهي من أفقر المناطق ومحرومة من كل أنواع التنمية والمشروع حضاري بدعم مالي يصل إلي 2 مليار من المستثمرين والشرقية من اكبر المحافظات التي فيها استثمارات وعندنا استثمار صناعي يدعم مشروع بحر البقر وطبعا عمل تنمية عمرانية شاملة ومنطقة تجارية حرة وصناعية تساهم في تطوير المنطقة.
لكن حزني الأكبر كان علي مشروع مصر الحضاري الذي بات مهددا..فمصر علي طوال تاريخها رحبت بالتنوع وبفكرة المواطنة ولم تشعر بالتمييز الديني أو العرقي ولم يخطر ببال أحد تحويل الدولة المدنية ومشروعها الحضاري السلمي الي افكار تسعي لإجهاض هذا الوطن وحلمه الذي وسع الجميع..مصر بزغت علي التنوع.. ثم ما قيمة نجاح مشاريعي في ظل الفشل الاكبر.. فكان لابد من الانسحاب للمشروع الاكبر وهي مصر .. فأنا تقدمت باستقالتي من مصر للعمل في مصر الكبيرة مصر المدنية والحضارة..وليست مصر المشروع الأخواني الذي يكره فكرة المواطنة ويعلي من قيمة الجماعة علي مصلحة الوطن!
الكفن له جيوب
اذا وافقنا علي ماقلت.. كيف نفسر خطب الرئيس التي تصرح بانحيازه لفكرة الدولة المدنية ؟!
كل الرؤساء في خطبهم الأولي قالوا نفس الكلام حتي اكثرهم ديكتاتورية تبني هذا الخطاب..وكلنا مازلنا نذكر مبارك في خطبه الأولي حين قال " الكفن ليس له جيوب ".. ووجدنا الكفن عنده له مئة الف جيب.. وكان ينادي في خطبة بكرامة المصريين في الخارج ..وكانت تهان كرامة المصريين علانية وامام عينيه ولا يحرك ساكنا سوي بالخطب الرنانة والكلمات الحماسية.. ولا تنسي ان الخطب الاولي خطب لأي رئيس في العالم تبشيرية أشبه بخطب العلاقات والاحتفاء والتكريم وغالبا ليس لها علاقة بالفكر الحقيقي للرئيس ولا بكيفية المصالحة الوطنية لكنها عبارات إنشائية من قبيل الوطن يفتح ذراعيه للجميع وما شابه ذلك.. المهم القناعات التي ستظهر حتما علي ارض الواقع ولا نصادر عليها.
استطيع الشعور من خلال اجابتك ان استقالتك بنيت علي النوايا؟
ابدا ليس حكما علي النوايا ..لكن حينما اتعامل مع شخص مجهول الفكر ويقدم لي خطاب نوايا عتيق مكرر "رزقنا به من قبل".. فكيف يمكن ان أثق..؟.. مسألة الثقة فيه ترجع لقناعاتي بما يقول.. ونعرف تماما ان المنهج الذي يعبر عنه والايدلوجية التي يتبناها الرئيس باعتباره ممثلا للحرية والعدالة الممثلة لجماعة الأخوان هي فكر الجماعة.. ونحن هنا أمام فكر سياسي اخواني نستطيع الاتفاق والاختلاف معه.. ونحن نعلم والكل يعلم ان تنظيم الاخوان لا يعترف بالفرد.. فيستوي عنده ترشيح أي أحد للرئاسة..المهم التنظيم "مرسي" أو غيره التنظيم من التنظيم ما لا يوجد فرق عندها.
التنظيم في فكرهم أهم من فكرة الوطن وأستطيع التنبؤ بما يفعله منذ خطبه الأولي..ففي خطبته في الجامعة تحدث عن نضال الحركة الوطنية من العشرينات وتجاهل وسخر من النضال الشعبي في الستينات وهو إحدي نتائج الستينات والفترة الناصرية.. فقد تمتع بالتعلم المجاني وبدعم الطبقة المتوسطة ومحدودة الدخل..ف قد استمتع بنتائج هذه المرحلة ومع ذلك يتنكر لها ويتجاهلها..!
يعني هو ينحاز مع وضد مراحل من التجربة المصرية والنضال المصري العريق.. اذن معني ذلك انه ليس رئيسا لكل المصريين.. خطابه منحاز.. لو انه يحترم كل تاريخ مصر لما حذف أهم فترة في تاريخ مصر.. وهذا ليس انتصارا للناصرية التي أشرف بالانتساب إليها..فلا أستطيع انكار أي فترة من تاريخ مصر حتي فترات السادات ومبارك.. وكيف لنا ان ننكر الحركة السياسية ايام عبد الناصر والسادات هي من انضج الفترات ومع ذلك تنكر لها خطاب الرئيس المنتخب من الشعب المصري.. حتي الحركة الوطنية ايام مبارك قامت وناضلت حتي أطاحت بمبارك..!
يحمل فكرا
وما الضرر اذا كان الرئيس يحمل فكرا.. واعتقد انه لابد ان يحمل فكرا وايدلوجية معينة؟
يحمل ما يحمل.. لكنه لا يقصي احدا مثلما فعل واقصي في خطبه فترة نضال الستينات التي مازالت اثارها نتمتع بها.. ثم مشروع النهضة الذي يتبناه أليس تعبيرا عن فكر الجماعة والذي اختلف معه تماما..وانا ضد المشروع نفسه تماما.. ورغم اختلافي السياسي معه ومع الجماعة ، إلا أنني اراه اليوم رئيسا لكل المصريين يقود مشروعا ويعمل علي استعادة الأمن والأمان وبناء اقتصاد مصر والعمل من أجل عودة العدالة الاجتماعية والعدل والمساواة بين طوائف هذا الشعب.. وننظر إليه بعين الترقب وننتظر إنجازاه.
أليس من الافضل ان يكون الرئيس صاحب مشروع حضاري ويقوم علي تنفيذه؟
بالطبع.. لكن هذا المشروع يعمل علي الاستقطاب لصالح الدولة الدينية التي لم تعرفها مصر علي طوال تاريخها.. الخطورة ليست في تبني الرئيس مشروع.. الخطورة تأتي من ايدلوجية المشروع الخيالي.. وعلي فكرة دولة دينية لم توجد إلا في الغرب ولم يعرفها الاسلام يوما واحدا.
مرجعية دينية
لم يقل الرئيس انها دولة دينية.. بل اكد في خطبة علي دولة مدنية ذات مرجعية دينية؟
نفس المعني.. دولة مدنية ذات مرجعية دينية.. يعني حين الاختلاف في أي أمر حتي لو كان اقتصاديا او علميا يتم الرجوع لرجال الدين.. وخطورة هذا ان الاختلاف مع المرجعية يعني اختلاف علي الدين.. وهنا تكمن الخطورة.. ثم خطورته علي الموروث الثقافي والتنوع الحضاري.. انها محاولة لتغيير التركيبة المصرية التي بنيت علي مدي آلاف السنين.. وبنيت علي التسامح وعلي استيعاب الاخرين بغض النظر عن ديانتهم وعقائدهم وألوانهم.
وما العمل من وجهة نظرك؟
يكمن في ممارسة العمل السياسي حتي نصل إلي مرحلة النضج السياسي.. ولا نسمح في الساحة السياسية بوجود رؤية واحدة.. الحياة بنيت علي التعدد.. ونعمل علي الحفاظ علي التنوع الثقافي في المناخ المصري واحترام الاخر وتقوية التيار الوطني بكل تنوعه والحفاظ عليه.
أليس التيار الوطني بكل تياراته هو الذي افرز وقاد الثورة.. لكن الثوار فرطوا في مكتسبات الثورة وتم اختطافها.. والتفريط جاء بسبب الإدارة السيئة للمجلس العسكري للمرحلة الانتقالية حتي ادي لاحتكار تيار واحد للمشهد السياسي..!
فقد كنا نمتلك قنبلة نووية تعد قوة ردع رئيسية تتلخص في عبارة "الجيش والشعب ايد واحدة" وتفككت عناصر القوي وأعظمها التي كانت في المعادلة السابقة تفكيك هذه المعادلة جاء لصالح اعداء مصر.. وفتح الباب علي مصراعيه للتأثير علي القرار المصري.. الجيش والشعب ايد واحدة شعار كان يمكن له بناء مصر الحديثة.. طوال عمر الجيش المصري رمز الحضارة والقوي.
تفكيك المعادلة
من الذي فكك معادلة"الجيش والشعب ايد واحدة"؟
للأسف تم تفكيك معادلة"الجيش والشعب ايد واحدة" بطريقة مجانية بفعل الثوار وبحسن نية..فقد قاموا بعملية اغتيال معنوي منظم ضد المجلس العسكري.. ولم يحققوا اي نتيجة غير نتيجة سلبية باغتيال لأكبر قوة حضارية في تكوين الشعب المصري.
خسرت مصر بذلك والثورة لان القوي الخارجية اي امريكا تحديدا حانت لها الفرصة حتي تؤثر علي القرار المصري.. والمجلس العسكري يتحمل جزءا من تكسير هذه المعادلة.. رغم ان الجيش المصري كان يشار إليه باعتباره قوي حضارية في البحر المتوسط وليس مادية فقط.. فهو الذي انشأ البحث العلمي في مصر وانشأ القوي الوطنية.. وكان بابا للصعود الاجتماعي وقت ان عز الصعود الاجتماعي..الصعود الاجتماعي كان يبدأ بالتجنيد للمواطن البسيط.. وهو يعلم قوة مصر ووضعها الطبيعي والتاريخي!
أم أحمد
نشر انك رفضت تأمين "أم أحمد" في محافظتك وهي زوجة رئيس الدولة؟
ماتم التصريح به علي لساني بشأن تأمين "ام احمد" لم يحدث.. وبهذه الصورة لم يحدث اطلاقا.. كان المطلوب مني تأمين مكان لمبيت قوات من الحرس الجمهوري التي جاءت لحراسة منزلها بصفتها زوجة الرئيس.. وكان ذلك أمرا طبيعيا ويمكن تدبيره.
لكن ما نشر علي لساني من ألفاظ تجاه رفضي التأمين اعتقد انه لا يمكن ان يخرج مني مثل هذه الالفاظ التي نشرت.. وليست بطولة علي الاطلاق ضد مواطنة مصرية وشرقاوية وزوجة رئيس البلاد.. ربما أرفض ان يطلب مني تأمين زوجة الرئيس من خلال عملي كمحافظ وكنت سأرفض لانه ليس عملي فقط وغير مؤهل لذلك وهذا منطقي..!
وانا احترم "أم احمد"كمواطنة فاضلة وزوجة لرجل نجله ونحترمه كرئيس لنا جميعا.. وهو شرقاوي مثلي وصديق مع اختلافنا معه كفكر وسياسة.. ولا يمكن لي ان اخلط مابين الخلاف الفكري وواجبي تجاه اي مواطن مصري.
معايير الشوري
بالتأكيد لاننسي انك صحفي.. كيف تري معايير مجلس الشوري لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية؟
يحدث نظرة انتقائية لمشاكل الصحافة التي كنا نرغب في النظر إليها نظرة كلية شاملة بعيدا عن اجهزة الدولة المختلفة كبلد يسعي لبناء صرح ديمقراطي..وهي ايضا نظرة انتقامية نراها واضحة في الاصرار علي استعجال انجاز بعض الملفات..!
مثلما يحدث في الجمعية التأسيسية من الاسراع في صنع دستور..وفي الشوري محاولة تعيين رؤساء تحرير الصحف بنفس الطريقة القديمة التي كان يتبعها الحزب الوطني المنحل مع تغيير ديكوري.. وهناك فارق ان تتحدث جماعة الاخوان وهي في المعارضة وحديثها حين تتسلم الدولة حاليا.. لابد ان تتغير طريقة خطابهم.. لكنهم مازالوا يتحدثون وكأنهم ليسوا في موقع الرئاسة عليهم التحدث بمنطق الدولة.. ثم ما يحدث في طريقة التقدم لاختيار رئيس تحرير هو اهانة للمهنة وللصحفيين..كيف يطلب من صحفي كبير تقديم سابقة اعمال.. نحن لسنا في مجال المقاولات.. ومن سوف يقيم اهلية وجدارة صحفي ان يكون رئيس تحرير لمؤسسة صحفية كبري.. ربما يكون المقيم اصلا لا يقرأ جرائد! كأننا انتقلنا من تعيينات أمن الدولة إلي تعيينات شوري الاخوان..ادعو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين الاجتماع لرفض هذه التوجه.. وهذه النوايا غير الحسنة التي تظهر في النظر للصحافة ومشكلاتها.. انها نفس النوايا التي ظهرت حتي قبل حلف اليمين عند رئيس الدولة كيف مثلا يدعو مجلس الشعب المنحل لحضور خطاب الرئيس في الجامعة.. النوايا تظهر في كل افعالهم.. وكأنهم يريدون اهانة القضاء وأحكامه والقضاء النزيه هو الذي حكم بفوز د. مرسي مرشح الحرية والعدالة والإخوان.
الاعلام الحر
اذن كيف التعامل مع ملف الصحافة والإعلام؟
هناك طرق كثيرة وافكار كثيرة ..لكننا نبدأ بمقولة ان الحرية الاعلامية وحرية تداول المعلومات اصبحت بديهية في كل العالم المتحضر.. والحرية في الاعلام لا تعني فقط حرية الكلام.. لكن حرية الاعلام تشمل الا ينزل احد بالبراشوت بحلول علي الاعلام والصحافة.لماذا لاينظر للحلول المقدمة من الجماعة الصحفية..لماذا لانترك الامور المحاسبية والاقتصادية للدولة.. ومهنيا تحدد الجمعية العمومية لكل مؤسسة صحفية رؤساءها.
من هنا لابد من قوانين جديدة تدير وتنظم الصحافة تكون اكثر عدلا وادراكا لطبيعة العمل الصحفي واكثر حيدة ومصداقية مع الاعلام الجديد.. وذلك حتي لا تصبح الترسانة الاعلامية الحكومية الضخمة دائما في يد الحزب الحاكم.. ومن ثم يتم استخدامها كاحدي ادوات الحكم والتأثير.
كيف تري تشكيل الجمعية التأسيسية وما تضعه حاليا من دستور؟
شوف.. الشرعية ليس لها معني واحد وهي منظومة متكاملة.. وبالمناسبة لا اعرف كيف اقسم الرئيس علي دستور لم يوضع ولم يعرفه توجهه شكلا ولا موضوعا.. اذن لاوجود لشرعية دستورية حتي الان وحتي لا وجود لشرعية برلمانية حتي الان..وتشكيل الجمعية بمنطق مجاف للشرعية..وانا لاأحبذ ما ينادي به الكثيرون من مشاركة كل طوائف المجتمع في الجمعية التأسيسية.. هي فكرة لابد من مراجعتها فهي غير منضبطة.. المعيار في المشاركة بالجمعية التأسيسية لابد ان يراعي الكفاءة القدرة علي فهم طبيعة الشعب المصري ومشكلاته وآماله وطموحاته.!
مخالفة القانون
بالمناسبة ماذا يحدث لو اتمت الجمعية التأسيسية الدستور قبل شهرين ثم حكم القضاء بعدم شرعيتها؟
انا لا اعرف.. لن ما اعرفه ان هذا العهد بدأ بمخالفة القانون والدستور.. حين تحدث الرئيس في خطابه عن عودة المجلس المنحل.. ودعا المجلس المنحل بالفعل لحضور خطابه وهو حضور بروتوكولي.. وكان لابد للرئيس ان يراعي القانون.. بذلك يعد الرئيس مخالفا للقانون.. وهو يعرف تماما الوزن النسبي لرئيس الدولة المصرية الذي يستطيع ان يتخذ قرارات حتي ضد القانون والدستور.. وهذا ما حدث طوال تاريخ مصر ويتكرر امامنا حاليا ..فالسادات حول مثلا مصر من دولة اشتراكية الي دولة رأسمالية وكان هذا ضد القانون والدستور ولم يتكلم أحد.
ما المطلوب من اول رئيس مدني منتخب؟
المطلوب ان يعي الرئيس المنتخب رئيس كل المصريين.. ان الدولة المصرية في خطر حقيقي وشديد بمحاولة الاستقطاب التي تتم والصراع علي الهوية والشخصية المصرية التاريخية ..لابد من مواجهة شديدة وصارمة في التلاعب بالشخصية المصرية.. ومع ذلك ما يجعلنا نطمئن علي المستقبل هي حركة الوعي التي بدأت تسري بين المواطنين والإحساس بامتلاك الوطن ومصيره.. وحالة التأكد انه مشارك في بناء الشكل السياسي للوطن.. أهم ملف امام الرئيس هو التعامل مع ملف الاستقطاب.
نواب بلا صلاحيات
كيف تري ما اعلنه الرئيس من مجموعة من نواب الرئيس بينهم امرأة وقبطي؟
بص.. طالما ان الدستور ليس به نص علي مسئوليات محددة لنائب الرئيس يحاسب عليها ان قصر فيها..يبقي اللي بيحصل دي حملة علاقات عامة لاكتساب عطف الجماهير غير الواعية وتجميل شكل الرئاسة.. لابد من اختصاصات لهؤلاء النواب .. ليس المطلوب نواب لإكمال الديكور الرئاسي.
بعملك هذه الفترة في الجهاز التنفيذي.. كيف تري انتخاب المحافظين مثلا أو تعيينهم؟
معيار الكفاءة والنزاهة أهم معيار للتعيين في هذه المناصب.. ونادي النخبة المصرية يضم الكثيرين فلدينا كوادر علي أعلي مستوي في كل المجالات.. وانا ضد فكرة الانتخاب في المحافظين وفي الجامعات وفي العمد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.