بيرلو صاحب ركلة الترجيح التى صعدت بإيطاليا للدور نصف النهائى لليورو بمظهره الأنيق وخطواته الواثقة.. تقدم صاحب القميص رقم 21 لتسديد ركلة ترجيح لإيطاليا أمام إنجلترا في ربع النهائي وهو يدرك أن الإهدار قد يعني انحسار أمواج الأتزوري بعيدا عن حلم التتويج الأوروبي الثاني. شاهد بيرلو قبل تقدمه زميله ريكاردو مونتوليفو وهو يهدر الركلة الثانية، وسمع حارس إنجلترا جو هارت في مؤتمر صحفي وهو يؤكد أنه درس كافة الزوايا المفضلة للاعبين الطليان وأنه واثق من قدرته علي إنهاء لعنة بلاده مع ركلات الترجيح. بكل هدوء وثقة تقدم بيرلو دون أن يعدل خصلة الشعر المنسدلة علي جبهته ليضع الكرة بأناقة في منتصف المرمي بعيدا عن هارت الذي ارتمي يمينا ليعيد ذكري الركلة التاريخية للتشيكي أنتونين بانينكا أمام ألمانيا في نهائي نسخة 1976. لعبت ركلة بيرلو دورا حاسما في تغيير مسار ركلات الترجيح لصالح إيطاليا، فقلبت معنويات الإنجليز المرتفعة بعد إهدار مونتوليفو لركلته إلي خوف من الثقة البالغة للأتزوري التي عبر عنها مايسترو الوسط حين تحلي ببرودة دم السفاحين ليهز الشباك بسهولة. أهدر أشلي يونج وأشلي كول ركلتين لإنجلترا فيما حافظ الطليان علي أعصابهم ليفوزوا بالمواجهة ويبلغوا الدور نصف النهائي للمرة الأولي منذ عام 2000 بفريق أدرك أن نجما فذا يأتي علي رأسه، وإن كان في الثالثة والثلاثين من العمر. يحمل بيرلو في سجلاته إنجازات وألقابا متفرقة، فهو بطل العالم في ظل أليساندرو ديل بييرو وفرانشيسكو توتي عام 2006 وبطل الدوري الإيطالي مع ميلان بقيادة أندري شيفتشنكو في 2004 ومتوج بدوري الأبطال مرتين مع الروسونيري دون أن ينفرد وحده بالضوء. ومنذ رحيله عن ميلان الصيف الماضي، عرف بيرلو موقعه المستحق كقائد من الطراز الأول لخط الوسط فإليه يدين يوفنتوس باستعادة لقب السكوديتو بعد مواسم مخيبة، وفيه وجد مدرب المنتخب تشيزاري برانديلي ضالته بعد أن أدي ابتعاد ديل بييرو وتوتي إلي اختفاء النجم الملهم في صفوف الأتزوري. يدرك الإيطاليون أن منتخبهم يضم لاعبا فنانا.. هو تماما كالمخرج فيدريكو فيليني الذي أبهر السينما العالمية قبل أكثر من نصف قرن بفيلمه الخالد لا دولتشي فيتا أو الحياة الحلوة وهي التي يعيشها لاعبو الأتزوري حاليا بعد أن تجاوزوا فضائح المراهنات وصاروا علي بعد فوزين فقط من اللقب القاري الغائب منذ إنجاز 1968. علي الطرف الآخر وبعد أن انتهي صخب اولي ركلات ترجيح تشهدها بطولة اوروبا لكرة القدم 2012 وما تمثله من آلام وسعادة بطريقة كان من السهل التنبؤ بها الي حد كبير عندما واصلت انجلترا سجلها البائس لتمني بسادس اخفاق كبير بنفس الطريقة. ومنذ خسارتها في الدور قبل النهائي لكأس العالم امام المانيا في تورينو عام 1990 خرجت انجلترا بركلات الترجيح في خمس بطولات اخري بما في ذلك خروجها علي يد ايطاليا. وفازت ايطاليا علي انجلترا بركلات الترجيح 4-2 في الاستاد الاولمبي بكييف عقب التعادل سلبيا بعد وقت اضافي مما مهد الطريق لمواجهة مع المانيا في الدور قبل النهائي في وارسو بعد غد الخميس.