بينما يسيطر القلق علي الملايين في عدد من الدول الأوروبية بسبب الحالة الاقتصادية المتردية في بلدانهم ، يسعي لاعبو خمس من هذه الدول إلي منح مواطنيهم شيئا آخر يفكرون فيه وابتسامة ترتسم علي وجوههم. وقال الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو الانتصارات تمنح الدول الشجاعة في الأوقات العصيبة. وإذا كان للأزمات الاقتصادية تأثيرها السلبي القوي علي فرص الفرق المشاركة في يورو 2012 كان من المؤكد أن يلحق المنتخبان اليوناني والبرتغالي بنظيرهما الأيرلندي. وتعاني البرتغال وأيرلندا وإيطاليا واليونان وأسبانيا ، التي تشارك منتخباتها في البطولة الحالية ، من مشاكل وأزمات اقتصادية حادة. وفجر المنتخب اليوناني قبل ثماني سنوات واحدة من أبرز المفاجآت في تاريخ كرة القدم عندما توج بلقب يورو 2004 ولكن بلاده أصبحت بعدها بسنوات في حاجة إلي مليارات من اليورو لحل الأزمة الاقتصادية التي تؤرقها. ويدرك لاعبو اليونان مدي السعادة التي سيمنحها أداء ونتائج الفريق إلي مواطنيهم في ظل الأزمة الطاحنة التي تتعرض لها بلادهم. وفي المجموعة الثانية (مجموعة الموت) بالبطولة الحالية ، استعاد المنتخب البرتغالي توازنه بعد الهزيمة صفر/1 أمام ألمانيا في المباراة الأولي وحقق فوزين متتاليين علي الدنمارك 3/2 وهولندا 2/1 ليشق الفريق طريقه إلي دور الثمانية أيضا. وقبل المباراة بين ألمانيا والبرتغال ، طالب كثير من المشجعين ووسائل الإعلام في البرتغال لاعبي المنتخب البرتغالي بالثأر من ألمانيا باعتبارها المسئولة عن دعم تطبيق إجراءات التقشف في البرتغال. وذكرت صحيفة إيبولا البرتغالية الرياضية ، في عنوانها بالعدد الذي سبق المباراة بيوم واحد ، الأمور تحسم في كرة القدم بشكل مختلف عن الاقتصاد. لنطيح بألمانيا من يورو 2012. ولكن الرياح أتت بما لا تشتهي سفن البرتغال حيث خسر الفريق أمام الماكينات الألمانية. وينتظر أن يحسم اليوم الاثنين مصير كل من المنتخبين الأسباني والإيطالي في المجموعة الثالثة. وفي عام 2008 فاز المنتخب الأسباني بلقب البطولة الأوروبية ، ويدرك إيكر كاسياس حارس مرمي الفريق مدي أهمية فوز الفريق بلقب البطولة مجددا في ظل الأزمات الاقتصادية التي تئن منها بلاده.