سوف يحصل الناس علي هدنة خلال كأس الأمم الاوروبية، لكنها هدنة معلقة علي مشانق السياسة بمعني أنها قابلة جدا للانكسار والزوال مع وصول بلدنا الي نقطة فاصلة في تحديد المصير ومع الاشتباك المحتدم بين القوي السياسية الذي ارتقي الي درجة الالتحام في صراع صريح علي السلطة. والمؤكد ان الجماهير المشغولة بالسياسة لن تستطيع ان تقاوم جاذبية الكرة الاوروبية الأرقي في العالم الا اذا وصل صراع السلطة الي بيوتها وغرف نومها مثلما فعلت الثورة في أيامها الاولي.. ونحن نري إنتاجا للثورة بقواعد جديدة تحولها من حالة عفوية الي حالة منظمة لها جسم من الثوار ورأس من القيادة بدأ يعمل الآن في ميدان التحرير، وهو ما يحولها الي طرف ثالث واضح في دائرة الصراع علي السلطة.. تلك السلطة التي كانت حقا مشروعا لثورة تفتتت وتشتتت بمطامع الزعامة ثم أدركت الخطأ متأخرا فاضطرت ان تهاجم بكل خطوطها لاحراز هدف الفوز في الدقائق الاخيرة من المباراة.. ونحن كجماهير نقف علي اطراف أصابعنا ننتظر الهدف دون ان نرفع أعيننا عن الأمم الاوروبية الا اذا اهتزت شباك الثورة بهدف من هجمة مرتدة غادرة لفريق الفلول.