جمال الغىطانى في ظروف معينة من تاريخنا ظهرت تشكيلات عسكرية تحت سيطرة الدولة لمساندة القوات المسلحة، أذكر منها الحرس الوطني بعد ثورة 2591. وكتائب الفتوة التي انتظم فيها طلبة المدارس الثانوية في الستينات، وكانت تؤهل الشباب للانخراط في الحياة العسكرية إذا رغب منهم بعضهم، ولتكوين خبرة عسكرية عند معظمهم تمكنهم من خوض حرب عصابات شعبية إذا اقتضت الضرورة ذلك في حالة التعرض لغزو أجنبي أو ظروف تشبه ما جري في عام 6591، بعد هزيمة يونيو ظهرت تكوينات الجيش الشعبي، وكان يعتمد علي المتطوعين ومن سبق لهم الانخراط في الجيش لحراسة المنشآت العامة والأهداف الحيوية من أي غارات محتملة. اننا في حاجة إلي ما يشبه ذلك الآن، لقد فوجئت بالقوات التي قامت بتأمين لجان الانتخابات، حوالي مائة وخمسين ألفا من المقاتلين، هذا إنهاك وإشغال للقوات المسلحة في توقيت صعب، حيث أصبح الخطر يطال مصر عبر ثلاث جهات رئيسية لأول مرة في تاريخها، فقد كان الخطر يجيء دائما من الشرق، وكان الغرب والشمال والجنوب مؤمنا، بل كان الغرب عمقا استراتيجيا لمصر، كذلك السودان، الآن تبحر سفينة الوطن في بحر مشتعل من كل صوب، إن كمية الأسلحة المتطورة التي تتدفق علينا بالتحديد من ليبيا والسودان مفزعة وخطيرة، ما يشغلني الشحنات التي لم تضبط وليس ما تم الإعلان عنه، ثمة تخطيط يجري الإعداد له لاشعال صراع مسلح ولاستهداف الجيش، ان الصوارخ المضادة للطائرات لن تستخدم كسلاح شخصي، ولكنها سلاح فعال جدا ضد أحدث الطائرات، كذلك صواريخ »أرض- أرض«، الجيش يجب أن يتفرغ تماما لمهمته الرئيسية، حماية حدود الوطن، أما حماية الداخل، وتأمين لجان الانتخابات فيمكن ان تكون من مهام الحرس الوطني الذي أقترحه، خاصة انه سوف يسد فراغ غياب الشرطة إلي حين عودتها بنفس قوتها بل وتطويرها، الحرس الوطني تشكيلات ليست مستحدثة علي مصر، لدينا خبرة بها، وهناك احتياج لاستعادتها في هذه الظروف الدقيقة.