محمد أبوذكرى نهاية المطاف.. مطرقة وسندان.. مبارك امامكم.. والمرشد خلفكم.. والطرف الثاني يقول لكم.. أهلا بكم.. والطرف الثالث الخفي يضحك من قلبه ساخراً.. ويقول بلسانه.. مرحباً بكم! أردوغان صنع نهضة بالعدالة.. ومهاتير محمد اضاء ماليزيا بالعلم.. ونحن نضع شعارات لا نفهمها إلا في الحلم.. نشاهد العالم بعيون عابسة.. خائفة.. حزينة.. وعندما جاءتنا الفرصة مع ثورة بيضاء.. جاءنا السوء من داخلنا.. من جلدتنا.. من داخل بيوتنا.. وقلوبنا.. القلوب خربة.. مرتعدة.. مترددة.. شد وجذب.. ماضي وماضي.. ملك وكتابة.. وجهان لعملة واحد.. الحاضر غائب.. شاحب.. مريض.. قعيد.. متبلد.. والمستقبل مجهول. الصندوق الاسود.. أظهر حقيقة نفوسنا المريضة.. البغيضة. الحاقدة.. الحاسدة.. التجربة اعادتنا الي الخلف.. الطائرة تعود بنا إلي نفس المطار.. والكرسي يصعد بنا إلي السماء.. الي الجنة.. ليقذف بنا من عليائه الي سابع أرض.. ليضعنا في غيابات الجُب.. الجنرال أعادنا إلي مثله الاعلي.. الرجل البركة.. المبارك.. قعيد الفراش.. نزيل المركز الطبي.. وصاحب الكرسي يأخذنا إلي عناية السماء.. يد الله علي الارض.. يد المرشد.. تقبيل الايادي.. وضرب الكفرة والاعادي! كنا نتمني ان نقول كلمتنا.. أن يأتي واحد مننا.. يأتي بالفكرة الطازجة.. وليس الخير لمصر.. الفكرة تصنع حضارة.. وزجاجة الزيت تصنع شيبسي.. كنا نتمني ان نقول ما عندنا.. الكلمة ضاعت.. غابت.. توارت.. تاهت.. وعدنا نبحث عنها في دفاتر الزمن الماضي.. كل مراكب الدنيا ماشية لقدام واحنا بنرجع مليون يوم.. إمتي نفوق! إسكندرية.. كانت حاضرة بقوة.. قالت كلمتها.. ولم تخف من العسكر.. او الجلباب.. ثقافة الحضور.. التألق.. التنوير.. التغيير.. شباب الاسكندرية تحدي الجميع.. رغم ظلمة القبور.. والعقول.. والقلوب.. جرأة اللحظة.. جرأة القرار.. جرأة الفرار. من زمن بائد.. الي مستقبل جديد وليد.. إسكندرية.. دائما الالفة.. الجريئة.. البريئة.. مدينتي.. محبوبتي.. مهد الذكريات.. وبراءة الكلمات.. وقبلة الثقافات.. وصانعة الحضارات.. إسكندرية.. البحر.. الكورنيش.. المرسي ابوالعباس.. العيون الواعية.. والقلوب الناضرة.. اسكندرية الارزاق علي الله.. الصيادين.. حلقة السمك.. محطة الرمل.. سعد زغلول.. صفية زغلول.. الابراهيمية.. كامب شيزار.. الإسكندر الاكبر.. والاسم مقدوني.. والميه من لوني.. اسكندرية.. بيرم التونسي.. سيد درويش.. ادهم وسيف وانلي.. النوة.. الراية البيضا.. بحري.. قهوة فاروق.. سيدي تمراز.. سوق العيد.. شارع حسن عاصم.. بيتنا.. أهلي.. ناسي.. إحساسي.. حماسي.. براءتي.. عفويتي.. اندفاعي.. جنوني.. أصحابي.. النظرة تسرح في البحر سواح.. والحضن يفتح دراعاته للدنيا البراح.. اسكندرية.. ميامي.. شارع جمال عبدالناصر.. مسجد شرق المدينة.. كنيسة القديسين.. الكل ذاهب الي الصندوق.. ليختار واحد.. واحد مننا.. يزيل حزننا.. يمسح دمعنا.. يطبطب علي حلمنا.. العيون نضرة.. القلوب يقظة.. الهمة حاضرة.. وبعد الفرز.. الهزيمة جت لنا.. النكسة عندنا.. ضاع حلمنا.. سرقوا أمسنا.. وحاضرنا.. وصفو دمنا.. اعادونا إلي حيث كنا.. قرية ظالمة! اسكندرية الان لن تذهب الي الصندوق الاسود.. لن تقول كلمتها.. لن يذهب احد في ذلك الصباح.. صباح الاعادة.. الإفادة.. السيادة.. البيادة.. البلادة.. اسكندرية الآن تبكي دما.. تموت كمداً.. تصرخ بلا ألم.. تلطم بلا عويل.. غاب عنها القنديل.. واصبحت الان بين المطرقة والسندان.. تنتظر العقاب. اسكندرية الآن.. رغم كل الاحزان.. ستظل مارية.. وترابها زعفران.. وبناتها غصن البان.. وشبابها عود ريحان.. وبحرها.. وشمسها.. وأرضها.. وشوارعها.. وحواريها.. ولذا أقول لها.. يا حبيبتي.. لا تحزني.. لا تندمي.. لا تكرهي.. لا تلعني.. فأنت العروس.. ونحن عشاقك أبناؤك.. أحفادك.. ولمن لا يعرفك عليه ان يسأل عنك.. ويقرأ التاريخ.. ويفتح كتابك!!