اعتقد اننا سنشاهد خلال الايام القادمة نشاطا ملحوظا لاختيار الجمعية التأسيسية لاعداد الدستور.. وربما نفاجأ بانها من خارج البرلمان .. فجماعة "الاخوان" تريد ان تحسن صورتها لتجمع اكبر قدر من الاصوات الضائعة الي مرشحهم د.محمد مرسي. لاني لا اعمل لصالح او في ركاب اي من المرشحين للرئاسة فانا مختلف مع ما يقوله رجال الاخوان والمتحدثون بلسان القوي الثورية من ان الناخب المصري في حيرة من امره وانه امام خيارين كلاهما مر .. فالاخوان المسلمون وانصار د. مرسي يحاولون شراء الاصوات ببث الرعب في النفوس بقولهم ان اختيار "شفيق" سيعيد النظام القديم للحياة ..ويدعمهم في ذلك اعلاميون وبرلمانيون ونجوم فضائيات .. وعلي الجانب الاخر يقف انصار" شفيق".. والداعمون له ليتهموا "مرسي والاخوان" بانهم يرغبون في الاستحواذ علي كل السلطات حتي يضعوا الدستور الذي يحقق لهم اطماعهم ويبقيهم في سدة الحكم عشرات السنوات. الطرفان لم يقوما بالقراءة الصحيحة لنتائج الجولة الاولي للانتخابات .. فالفروق ضئيلة بين المراكز الاربعة الاولي وتتراوح ما بين 100 الف او بضع مئات الالاف من الاصوات.. فالفريق شفيق ود.مرسي تعديا ال5 ملايين صوت.. والثوري الطامع في التغيير والناصري قلبا وقالبا "حمدين صباحي" حصل علي ثقة اكثر من 4 ملايين و500 الف ناخب ..كما اقترب د. ابو الفتوح من ال 4 ملايين ..وتعدي الدبلوماسي عمرو موسي ال 2 مليون صوت. وبنظرة واقعية نجد ان د.مرسي كان المرشح الحزبي الوحيد وتقف من خلفه جماعة منظمة تسيطر علي اغلبية البرلمان ولها تواجد بالشارع والنقابات والجامعات ومن الطبيعي ان يتعدي عدد اعضائها واسرهم والمتعاطفون معهم أكثر من 5 ملايين ناخب.. اما الاربعة الباقون والذين حصلوا علي ما يزيد عن 15 مليون صوت فهم مرشحون مستقلون. فابو الفتوح الكادر الاخواني والذي تركهم العام الماضي حصل علي نسبة كبيرة من اصوات شباب الثورة والسلفيين والبسطاء المقتنعين بشخصه وفكره وثوريته.. وقد خشا الكثيرون ممن كانوا يميلون اليه عودته للجماعة او احاطة الجماعة به واستمالته فابتعدوا عن التصويت له.. اما الثأئر "حمدين" فقد اقتنع به الكثيرون وصعدت شعبيته في الكثير من المحافظات وكان تواجده كبيرا بين زملاء المهنة والمثقفين وشباب الثورة .. واعتقد انه سيكون الرئيس القادم بعد 4 سنوات..اما الفريق "شفيق" فكان اختياره من الكارهين لسيطرة الاخوان والمعجبين بادائه اثناء توليه وزارة الطيران المدني وببساطته خلال العشرين او الثلاثين يوما لتوليه رئاسة الوزراء وممن كانوا يطالبون بتوليه رئاسة الوزراء والترشح للرئاسة في عهد النظام السابق.. بالاضافة الي اصوات الاغلبية الصامتة.. وقد فقد اصوات من يرون انه مشارك في نظام "مبارك" وموقعة الجمل.. أما موسي فقد افقدته دبلوماسيته الكثير من الاصوات. اعتقد ان الاختيار في المرحلة الاولي من الانتخابات الرئاسية لم يكن علي اساس برامج المرشحين والتي لا تتعدي عن انها كلام علي الورق.. بل كان اختيارا للصفات الشخصية للمرشح.. وهذا ما لا يصلح في المرحلة القادمة والتي تتطلب من د. مرسي والفريق شفيق ان يظهرا لنا كل اوراقهما ويقولا لنا كيف سينفذان برامجهما بالورقة والقلم وبفترات زمنية محددة .. فلديهما ملايين الاصوات التي يجب ان تقتنع بهما.. فالشعب لن يقبل برئيس يضحك عليه .. وعلي الاثنين ومريدهما البعد عن محاولة تشوبه صورة الاخر بكلام مكرر .. فزمن "مبارك" قد ولي والشعب لن يسمح بعودته.