إلهام أبوالفتح اليوم تصمت الدعاية الانتخابية لمرشحي الرئاسة وغدا تتحدث الصناديق.. في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 52 يناير. خلال الساعات الأخيرة قبل بدء الصمت الانتخابي تصاعدت حدة حركة المرشحين وبدأت تظهر مؤشرات سباق الرئاسة لينحصر تقريبا في خمسة مرشحين بدأت تتجمع حولهم الأصوات وهم: الفريق أحمد شفيق الذي تصدر استطلاعات الرأي وعمرو موسي وعبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحي الذي أعلنت حملته عن ضم أكثر من 005 شخصية عامة عن دعمها له تضمنت تيارات مختلفة.. ومحمد مرسي الذي أعلنت تيارات إسلامية دعمها له. وشاركت المؤسسات الإعلامية العالمية في التحليل والرصد وكان رأي النيويورك تايمز أن فرسا الرهان هما: أحمد شفيق وحمدين صباحي في حين رأت ال »سي. إن. إن« بأن الإعادة محصورة بين عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسي. هناك شبه اجماع ان الانتخابات التي ستبدأ غدا لن تحسم سباق الرئاسة وأنه سيكون بالتأكيد هناك جولة إعادة أكثر سخونة عما نراه الآن. والسبب الأكبر في احتمال وجود جولة للإعادة ان التيارات المتشابهة لم تجتمع علي مرشح واحد، وهذا سوف يؤدي بالتأكيد إلي تفتيت للأصوات مثلا محمد مرسي ود. عبدالمنعم أبوالفتوح ود. سليم العوا كلهم ينتمون للتيار الإسلامي بشكل أو بآخر ويتنوعون بين مرشح رسمي لحزب الحرية والعدالة ومرشح مستقل ينتمي لتيار الإخوان المسلمين وكان الأولي الإجماع علي مرشح واحد. أيضا بالنسبة لمن يؤمنون بالدولة المدنية ولهم خلفية ناصرية أو ثورية مثل عمرو موسي والفريق أحمد شفيق وحمدين صباحي وغيرهم لم يجتمعوا علي واحد منهم لكسب وتجميع أصوات الآخرين وبالتالي سوف يكون هناك تفتيت للأصوات. أما نحن كشعب يبحث عن رئيس يحقق طموحات وآمال وأحلام مصر.. مازلنا حائرين بين المرشحين والبرامج الانتخابية التي عرضها مرشحو الرئاسة فقد جاءت علي طريقة علي بابا عندما دخل المغارة وصرخ قائلا: »دهب مرجان وياقوت أحمدك يارب«.. كل مرشحي الرئاسة يتحدثون عن وظيفة لكل عاطل.. حد أدني للأجور.. اقتصاد حر يدفع البلد للأمام.. حرية.. عيش.. عدالة اجتماعية.. وكأن كل منهم قد أمسك في يده العصا السحرية.. يحركها في كل اتجاه.. فتتحول الصحراء إلي أرض زراعية خضراء تنبت الخير لكل مصر.. وتقام المصانع وتجتذب الأيدي العاملة في كل مكان.. وتتحول موازنة الدولة من الديون إلي الاكتفاء. الوعود كثيرة والبرامج رائعة.. ولكننا نشعر أن السباق إلي كرسي الرئاسة لم يعد سباقا علي خدمة شعب مصر ولم يعد سباقا لتحقيق أهداف الثورة التي غيرت النظام السابق ولكنه تحول إلي سباق هدفه الأول هو الوصول إلي الكرسي أيا كانت الوسيلة.. وهو سباق لكي يفوز فصيل علي فصيل.. سباق محموم من التيارات الدينية لكي يحقق أصحاب التيارات الدينية احلامهم في تحويل مصر إلي دولة دينية وليست علمانية بما يحض هذا من تهديد للأقليات ووجود مخاطر عديدة للتقسيم كما حدث في دول أخري. وأصحاب التيارات المدنية أيضا لا يناقشون كيف سيتعاملون مع ما تشهده مصر من أفكار دينية تأخذنا نحو التهديد وكيف سيحققون برامجها الرئاسية التي ستأخذ البلد إلي شاطئ الأمان. غدا تبدأ اللحظات الحاسمة لنعرف من رئيس مصر؟