شرىف خفاجى هي المرة الأولي منذ 30 عاما التي سيتوجه فيها المصريون غدا إلي صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسهم القادم وهم لا يعرفون مسبقا من يكون ؟ في كل مرة تجري فيها الانتخابات كانت شخصية الرئيس تعرف للجميع قبل إدلاء ناخب واحد بصوته، كان الناخبون يذهبون الي صناديق الاقتراع وهم أشبه بأجهزة الإنسان الآلي المبرمجة لأداء مهام محددة، ولكننا اليوم نعيش واقعا جديدا ويختلف، فقبل ساعات من إجراء الانتخابات، لا أحد يستطيع أن يدعي معرفته الرئيس القادم، بسبب تعدد المرشحين والإختلاف عليهم، كلنا نسأل سؤالا واحدا لبعضنا البعض " من ستنتخب رئيسا " ولا أحد فينا يملك الإجابة، فقد نتوقع أو نتكهن من يفوز ولكن الحقيقة ننتظرها مما سوف تسفر عنه صناديق الاقتراع . قبل عامين كان التحدث عن رئيس ينتخبه الشعب بكامل إرادته أشبه بالتطلع الي الخيال الصعب التحقق، وكان الكثيرون يعلقون ساخرين بأنهم لا يعتقدون أنهم سيعيشون الي اليوم الذي تجري فيه انتخابات حرة نزيهة لاختيار رئيس مصر. تحقق الحلم وها هم المصريون سيتوجهون بمحض إرادتهم لاختيار رئيسهم، دون أن يتدخل أحد للتأثير عليهم أو فرض الوصاية. من حق كل مصري أن يشعر بالفخر لأنه يعيش تلك اللحظات الخالدة في تاريخ بلده والتي تشهد التحول الديمقراطي فعلا وواقعا وليس مجرد كلاما كما اعتدنا أن نسمع من قبل . أحلامنا يمكن أن تكتمل وتصبح جميعها واقعا أفضل من الخيال لو أردنا.