زكريا محيى الدين فى صورتين تذكاريتين مع عبد الناصر والسادات وعبد الحكيم عامر وعدد من قيادات ثورة 23 يوليو ليس مجرد مسئول سابق.. أو ناشط وثوري شارك في تغيير وجه الحياة السياسية علي أرض مصر.. لكنه كان ثوريا من طراز خاص.. ووطني مخلص لبلده وقضاياها.. ومفكر لم يتخل يوميا عن مبادئه وافكاره.. انه زكريا محي الدين الذي وافته المنية امس عن عمر يناهز 94 عاما احد أبرز الضباط الاحرار.. وتولي رئاسة الوزراء ونائبا للزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. واسس أول جهاز مخابرات وطني بمصر. زكريا محيي الدين من مواليد 7 مايو 1918م، في كفر شكر بمحافظة القليوبية، لأسرة معروفة. تلقي دراسته في مدرسة أولية بالقرية، ثم بمدرسة العباسية الابتدائية، ومدرسة فؤاد الأول الثانوية. التحق بالكلية الحربية في 6 أكتوبر 1936 وتخرج فيها في 6 فبراير 1938 برتبة ملازم ثاني، وعمل في سلاح الإشارة في منقباد بصعيد مصر،التحق بكتيبة بنادق المشاة بالإسكندرية، ثم انتقل إلي منقباد سنة 1939 حيث التقي جمال عبدالناصر، ثم سافر إلي السودان سنة 1940 حيث عمل مع جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر. تخرج في كلية أركان حرب عام 1948 واشترك في حرب فلسطين عام 1948 فأبلي بلاءً حسناً في المجدل وعراق وسويدان والفالوجا ودير سنيد وبيت جبريل. كلف بمهام الاتصال بالقوة المحاصرة بالفالوجا مع المرحوم صلاح سالم. عاد إلي القاهرة بعد انتهاء حرب فلسطين ليعمل مدرساً بالكلية الحربية ومدرسة المشاة، ثم في كلية أركان حرب، حتي قيام ثورة 23 يوليه 1952. انضم إلي تنظيم الضباط الأحرار ضمن خلية جمال عبدالناصر. ووضع خطة التحرك ليلة 23 يوليه 1952 حيث كان يرأس عمليات الضباط الأحرار، وكان المشرف العام علي تحركات الوحدات في تلك الليلة. وقاد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية فكان رئيس عمليات القوات التي تحركت إلي الإسكندرية لعزل الملك فاروق. بعد ثورة 23 يوليه اشترك في تأسيس جهاز المخابرات العامة المصرية، ثم عين مديراً له، كما كان ضمن أعضاء مجلس قيادة الثورة. عُين وزيراً للداخلية عام 1953. وفي 26 مارس 1960 عين رئيس اللجنة العليا للسد العالي. أُختير زكريا محيي الدين رئيساً لمكتب الادعاء في محكمة الثورة. في 18 أكتوبر 1961 عين نائباً لرئيس الجمهورية، بالإضافة لمنصبه كوزيرٍ للداخلية. إلي 27 سبتمبر 1962 حيث ترك منصب وزارة الداخلية وعين عضواً في مجلس الرئاسة بالإضافة لمنصبه كنائب لرئيس الجمهورية، وفي 11 أبريل 1964 عُين رئيساً للجهاز المركزي للمحاسبات. عُين رئيساً للوزراء ووزيراً للداخلية في 1 أكتوبر 1965 واستمرت وزارته حتي 10 سبتمبر 1966 حيث قَبِلَ الرئيس جمال عبدالناصر استقالته من رئاسة الوزارة. في يوم 9 يونيه 67 أي بعد خمسة أيام من نكسة 5 يونيو رفض أن يصبح رئيسا للجمهورية بديلا لجمال عبد الناصر الذي ألقي خطاب التنحي الشهير في ذلك اليوم ، وقدم للجماهير في مصر والعالم زكريا محيي الدين لكي يحل محله في رئاسة الجمهورية ، وبعدها خرجت الملايين ترفض تنحي عبد الناصر وعاد نزولا علي رغبة الجماهير. وفي 19 يونيه 1967 عين نائباً لرئيس الوزراء في وزارة الرئيس جمال عبدالناصر، بالإضافة لمناصبه الأخري، كرئيسٍ للجنة السد العالي، وعضوٍ بلجنة الدفاع الوطني، ورئيسٍ لمجلس الدفاع، وعضوٍ اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي العربي، وتولي الإشراف علي قطاع الزراعة والشباب وأمانة لجنة الاتحاد الاشتراكي لمحافظة القاهرة، كما عُين رئيساً للجنة العليا لأموال أسرة محمد علي المصادرة، وقائداً للمقاومة الشعبية. حاصل علي 18 وساماً وقلادة. وكان رئيس رابطة الصداقة العربية اليونانية. وفي مارس 1968 استقال زكريا محيي الدين من كافة مناصبه واعتزل الحياة العامة تماما ولزم الصمت منذ هذا الوقت ولأكثر من أربعين عاما وحتي لقي ربه ، وقيل حينها أن أخطر رجال يوليو قد تفرغ للزراعة.. وتربية الدواجن! وحينها احتار كثيرون في تفسير موقف الرجل الصامت، ولماذا لم يتكلم، ويقدم شهادته، علي كل ما جري كشهادة للتاريخ الذي ساهم وبفاعلية في صنعه ، ولكن كل الذين عرفوه عن قرب، قالوا إن الصمت هو احدي سمات شخصيته، إلي جانب الهدوء، والدهاء، والقدرة علي اخفاء المشاعر، والمناورة أيضا ، وأن هذه الصفات هي التي أهلته لتولي أخطر المسئوليات في سنوات الثورة الأولي، وهي مسئولية تأمين الثورة.. ومن هنا كان اختياره وزيرا للداخلية، ومسئولا عن جهاز المخابرات العامة وقبلها إدارة المخابرات الحربية.