اذا كان موظفو وزارة القوي العاملة هم الذين اعتصموا واغلقوا مكاتبهم في وجوه اصحاب المصالح مما اضطرهم الي اقتحام الوزارة أول امس فإن الوضع يختلف تماما في ديوان عام محافظة القاهرة. عدد ممن كانوا يسكنون الدويقة يحاصرون المحافظة علي مدي الايام الماضية ويلقون بالطوب والحجارة علي كل عابر فناء الديوان من الداخل. لا المحافظ يستطيع ان يدخل مكتبه ولا باقي القيادات التي تتواجد منذ الصباح الباكر تستطيع العمل ولا اصحاب المصالح يتمكون من الدخول وقضاء مصالحهم والمسألة كلها صارت فوضي * فوضي والسبب إيه يا أسيادنا . منذ ثلاث سنوات أو أكثر وبعد سقوط صخرة الدويقة في سبتمبر 8002 تم اعداد حصر لكل اصحاب المنازل والعشش في المناطق التي حددت اللجان العلمية خطورتها علي حياة القاطنين هناك.. كان بالفعل قد تم نقل اكثر من ستة آلاف اسرة الي مشروع اسكان الدويقة الذي تم بالتعاون مع صندوق أبوظبي الوطني وعلي اثر سقوط الصخرة تسلمت الفا اسرة مساكنهم التي كانت في طور التشطيب، تبقي ما يزيد علي الفي اسرة أخري كان لابد من توفير وحدات لهم، لجأت المحافظة الي القطاع الخاص ممثلا في شركة اوراسكوم واشترت الفي وحدة بمساحات معقولة و032 وحدة اخري مساحة الواحدة منها 83 مترا. تسلمت 261 أسرة المساحات الصغيرة ولم ترض عنها فاقتحمت الوحدات التي تملكها الشركة ذات المساحات الاكبر واعتبرتها حقا لها ، كان طبيعيا ان تلجأ الشركة للقضاء لاسترداد الوحدات المغتصبة وحصلت علي حكم بطرد المغتصبين وهنا قامت الدنيا ولم تقعد.. لم يرض السادة المغتصبون عن الحكم وتجمهروا امام المحافظة واجتمع المحافظ د. عبدالقوي خليفة مع وفد منهم في حضور محمد بنداري السكرتير العام المساعد وعرض عليهم اتفاقا توصلوا اليه مع الشركة وهي تحويل كل 3 وحدات ذات ال 83 مترا الي وحدتين بمتوسط 55 مترا، ومخاطبة مدير أمن الجيزة لوقف تنفيذ الحكم حتي تنتهي الشركة من التعديلات في غضون اسابيع. خرج الوفد الممثل للاهالي من الاجتماع وأخبرا أقرانه بالاتفاق ولكن لا حياة لمن تنادي، مازال هؤلاء يحيطون بديوان عام المحافظة يوميا واصبح المحافظ يديرها من بعد في مكتب آخر لا داعي لذكر مكانه حتي لا ينتقل التجمهر اليه. لقد شاركت يوم الاحد الماضي المأساة التي تعيشها قيادات المحافظة والموظفون، لا احد يستطيع ان يخرج من مكتبه للانتقال الي مبني آخر داخل الديوان لانجاز العمل، وعند مواعيد الانصراف الكل محبوس داخل غرف المكاتب ومتربس الباب والشباك وعليهم الانتظار حتي المساء عندما يمل المتجمهرون ويغادرون. والسؤال.. الي متي وقف الحال والاستهانة بهيبة الدولة وايذاء انفسنا بأنفسنا ومننا فينا؟!. وماذا تفعل الدولة اكثر مما تفعله وفعلته مع عشرة آلاف اسرة في الدويقة واسطبل عنتر وعزبة خير الله؟! يا قوم أفيقوا يرحمكم الله.