د . صفوت قابل أعتقد أن من عاداتنا كمصريين الاهتمام بالحدث دون البحث عما وراءه، ومن ذلك ما يحدث الآن من الترشح لرئاسة الجمهورية فجميعنا نهتم بجنسية أم حازم أبو إسماعيل وترشح الشاطر وعمر سليمان، والقليل من يحاول أن يجد تفسيرا لما يحدث، فإذا حاولنا البحث عن هذا التفسير فسنجد أننا أمام مسرحية تتالي فصولها ومفاجآتها دون أن تعطينا فرصة لتوقع ماذا يحدث وكل ما نملك أن نقوله أن نسأل عن المخرج الذي يحرك الأحداث وماذا يريد ،وشواهدنا علي ذلك: 1 - بدأت المسرحية بدخول العديد من الكومبارس الذين أفرد لهم المخرج المسرح للظهور في وسائل الإعلام باعتبارهم مرشحين محتملين ومنهم من ذهب إلي اللجنة ومعه احتياجاته من المخدرات وكلهم من غير المعروفين ،ويتعجب المشاهد من متابعة هؤلاء وكيف تم السماح لمن يمر أمام اللجنة ويدخل للاستفسار بان يكون مرشحا محتملا، فالمؤلف لم يضع قواعد وشروط للترشح غير ما سيفاجئنا باستخدامه في المشهد التالي. 2- ثم قام المؤلف والمخرج بنصب سيرك التوكيلات وأصبح للتوكيلات سماسرة ومنتفعون وأسعار لينتهي هذا المشهد بعدة مرشحين استطاعوا تجميع عدد التوكيلات المطلوبة ليتحولوا إلي مرشحين فعليين، ونحن المشاهدين نشاهد ونكتفي بأن نضرب كفا بكف عن كيف أصبح منصب رئيس الجمهورية من الهوان بحيث يأتي من يدفع ومن يقبض ثمنا لتوكيل للحصول علي هذا المنصب. 3 - وهناك في خلفية المسرح كانت تدور الصفقات بين الأحزاب الصغيرة التي لها عضو بالبرلمان لتعطي صك الترشح باسمها لمن يدفع أكثر وهو ما فضحه حسين عبد الهادي الذي فوجئ بما يحدث فانسحب معتذرا لمن أيده. 4 - وكانت قمة التصعيد في الأحداث وأحد المفاجآت التي أعدها مخرج المسرحية للمصريين السذج الذين يتابعون المسرحية تلك التسريبات عن جنسية المرشحين وأهلهم وأصبح الشغل الشاغل للمصريين هل والدة حازم أبواسماعيل تحمل الجنسية الأمريكية أم لا، وتركنا المخرج حائرين والبيانات تتوالي عن صحة الخبر ثم يجئ النفي بعد فترة لزوم التشويق والإثارة ثم تخرج الصحف والبرامج لتعلن أن وزارة الخارجية أعلنت أن أم المرشح حازم تحمل جواز سفر أمريكي ثم بعد ساعات تنفي الوزارة وتقول إنها في انتظار رد الخارجية الأمريكية ،وهكذا أصبحنا جميعا في انتظار القول الفصل من أمريكا فقولها هو الذي سيحدد هل يدخل حازم أبو إسماعيل السباق الرئاسي أم سينتهي دوره عند هذا الحد ،وهو ما يجعلنا نسأل هل أمريكا هي التي ستحدد لنا رئيسنا سواء بالموافقة علي ترشحه أم بدعم من تريد وهل في كل أمورنا ننتظر القول الفصل من أمريكا. 5- وزيادة في التشويق والإثارة جاء إعلان الإخوان المسلمين عن ترشيحهم خيرت الشاطر للرئاسة ثم ترشيح محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة مكانه بعد خروجه من سباق الرئاسة. والسؤال الذي أبحث عن إجابة عنه من هو المخرج الذي يحرك هذه المشاهد وما هدفه من ذلك لقد بدأ يصيبنا الملل من هذه المسرحية ونريد نهاية لها ، فكيف تكون النهاية ومن الذي يضع نهايتها؟