بعد معركة قضائية شرسة، نجح المرشح الرئاسي الشيخ حازم صلاح ابواسماعيل في انتزاع حكم محكمة القضاء الاداري بالزام وزير الداخلية بتسليمه شهادة بخلو سجلات الوزارة من اكتساب والدته، رحمها الله، لجنسية اجنبية، وهو ما يعني فتح الطريق امامه لاستكمال معركة الرئاسة. وانا اتساءل ماذا كان سيحدث لو جاء الحكم علي عكس ما كان ينتظره الشيخ وانصاره الذين حاصروا مقر المحكمة علي مدار يومين، واصابوا الجيزة بحالة شلل تام؟. بعد فوز ابو اسماعيل انطلق انصاره يجوبون الشوارع مهللين مكبرين، يطلقون الالعاب النارية حتي الساعات الاولي من الصباح، فماذا لو كان الامر العكسي ورفض القاضي، لاسباب قانونية، طلب ابو اسماعيل وهل كانت هذه الحشود التي قدرت بعشرات الالاف سترضي وتعود الي بيوتها قانعة راضية بحكم القانون ؟!. لا اعتقد، والمشهد كله يبعث علي الفزع والرعب، ومحاكم مصر محاطة بأنصار المتخاصمين، بداية من معركة الجمل، ومرورا بالقضايا المتهم فيها ضباط شرطة وانتهاء بقضية مذبحة بورسعيد التي تم نقلها بين اكثر من مكان خوفا من حشد الالتراس من الجانبين، وما يمكن ان يسببه من كوارث. المفكر د. حسن حنفي قال في ندوة له بهيئة الكتاب ان كل ما يحدث في الشارع المصري مقبول فهذا حال الثورات ولكنه يضع يده علي قلبه وانا معه ان يتحول المشهد الي مشهد عنف .. نرفض فيه الحوار، ونفرض رأينا حتي علي القضاء . فهل نرسي أساس مصر الجديدة بإضعاف القضاء وارهابه ؟!.