جمال الغيطانى هل للفكر الذي يعتنقه الانسان أثر في تشكيل ملامحه؟ ألاحظ التشابه بين ملامح خيرت الشاطر وخالد مشعل واسماعيل هنية وعصام العريان ومعظم المنتمين الي جماعة الإخوان، الوجنات الممتلئة، الأقفية ذات الدرجات والثنيات، اللحية المنطلقة بقدر والتي تحيط بالجزء الأسفل من الوجه مع عدم وجود شارب، اما الجسد فيميل في معظم الأحيان الي امتلاء. كذلك طريقة الحديث، اللغة ما بين الفصحي والعامية مع النطق خلال امتلاء الفم. تنحدر الملامح في الصورة التقليدية للمؤسس الأكبر حسن البنا، ومن الواضع عبر سيرته أنه كان شخصية استثنائية، ورغم الصمت الذي يحيط ملامحه، إلا أننا نرصد شيئا مختلفا، خبيئا، غير ان المسافة شاسعة بين الملامح المتأملة للامام حسن البنا وملامح خيرت الشاطر التي توحي بشهوانية فائقة وقسوة وشطارة تاجر محترف، الجيل الجديد من الاخوان بعضه يمعن في المظهر، ومنهم الذي يحافظ علي مظهر عصري حيث لا توجد لحية، والحديث أقرب الي العادي، هؤلاء قلة نجدهم بين اساتذة الجامعة، والذين عاشوا في الغرب فترات، أو من يؤثرون التقية في أوساطهم، اذا انتقلنا الي اليساريين والعلمانيين، سنجد ان الملامح تختلف، مختلفة عن الإخوان والسلفيين، متشابهة مع بعضهم البعض، القاعدة العامة لا توجد لحي. واذا وجدت فانها لحية علمانية، فرويد وماركس ونيوتن كانت لهم لحي، لكنها مختلفة، لحي قصيرة، مثلثة، اليساري نحيف غالبا. عندما يتحدث يبدو اليقين مرتبطا بتعبيره، يستخدم الفلسفي، ويكثر من الفاظ مثل »تناقضي«، و»أعتقد« و»من المحتمل« وكثيرا ما يرتبط الحديث باشارات من اليد، لعل النموذج الذي يطل من ذاكرتي الآن الدكتور رفعت السعيد، ملامحه النحيلة، ونظارته معدنية الاطار تستدعي ثوار بداية القرن الماضي لا يقتصر تشابه الملامح علي الإخوان والعلمانيين، لكن ينسحب علي الجماعات والفئات، الاثرياء في العصر الملكي غير رجال الاعمال في الحقبة الساداتية، مختلفون عن المرحلة المباركية ولنتذكر عثمان احمد عثمان، احمد الريان، أشرف السعد، رامي لكح، ثم محمد أبوالعينين، وأحمد عز وغيرهم، الآن تطل علينا ملامح المرشح الرئاسي الإخواني، ولكنه لم يكتسب ملامح أخري من عالم رجال الاعمال، فلا أحد يعلم في أي اعمال تخصص بالضبط؟