لا أحد يستطيع أن ينكر الجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة في شتي المجالات للنهوض بالمحافظات التي حرمت من التنمية والاستثمارات لفترات طويلة.. وهذه حقيقة جوهرية واساسية لا يثور الجدل من حولها.. وخلال زيارة د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء لمحافظة الفيوم وافتتاح عدد من المشروعات التنموية والخدمية بها بلغت استثماراتها أكثر من مليار جنيه تم وضع النقاط فوق الحروف حيث تحققت نهضة عمرانية واستثمارية أكدت ان الأمور تسير في الطريق الصحيح حيث برز التعاون والتخطيط الاستراتيجي بين مجلس الوزراء وهذه المحافظة التي هي بحق البوابة الحقيقية للاستثمار تجاه محافظات الصعيد لقربها من العاصمة فلقد حرمت من التخطيط الاستراتيجي والتنموي لفترات طويلة الأمر الذي جعلها طاردة للسكان بهدف تدني الخدمات بها وعدم وجود فرص عمالة تحقق طموحات ابنائها.. وقد شهدت الفترة الأخيرة سلسلة من الاجتماعات والبرامج للنهوض بها علي كافة المستويات بوعي محافظها وتجمع الأجهزة المختلفة والقيادات الشعبية والتنفيذية تحت لواء الفيوم أمل الغد. فلقد استطاع د. جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم جذب الانظار إلي هذه المحافظة البكر بعد اعداد مخطط التنمية الشاملة لها ليؤكد انه لا يمكن الحديث عن تنمية اقتصادية بمفهومها الشامل دون توافر البنية الأساسية القوية التي يمكن البناء عليها للدخول إلي مرحلة الانطلاق الاقتصادي المتكامل.. ولقد عكف المحافظ وأجهزته علي اعداد البرامج والخطط اللازمة للتحول بالفيوم من محافظة طاردة للتنمية والاستثمار إلي محافظة جاذبة لهما مستثمرا في ذلك الموقع المتميز لها وما بها من كنوز للتنمية بهدف رفع مستوي معيشة ابنائها وتحسين دخولهم.. وكان للتنسيق اللامحدود بين أجهزة المحافظة الشعبية والتنفيذية واعضاء مجلسي الشعب والشوري أكبر الأثر في جعل الفيوم واحة للاستثمار المتنوع علي جميع المستويات يضاف إلي ذلك أن الصندوق الاجتماعي للتنمية دعم هذا كله بقروض ميسرة تقترب من المليار جنيه والتي وفرت حوالي 052 ألف فرصة عمل، فلقد نجح د. جلال مصطفي سعيد في عزف سيمفونية التنسيق ومسابقة الزمن. لذلك فان افتتاح د. أحمد نظيف لعدد من المشروعات التنموية والانتاجية والخدمية بمحافظة الفيوم والتي شملت الطرق ومياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء والمدارس والمناطق الصناعية يؤكد ان الدولة تنتهج التوجه الصحيح نحو التنمية والمبادرات الرائدة لتعويض ما فات بخطوات تنموية متسارعة.. فالمواطن هو الغاية والوسيلة لأي تنمية ومن حقه ان يشعر بمردودها عليه سواء في حصوله علي فرصة عمل مناسبة أو مسكن حضاري أو كوب مياه نقية أو وسيلة انتقال مريحة دون معاناة أو مشروعات صحية تمنع انتشار الأمراض والأوبئة.. فهذا كله مجموعة متطلبات اساسية لايجاد حياة كريمة للمواطن وبدونها لا يمكن الحديث عن تنمية.