هناك بشر لا تحلو لهم حياة من دون القاء اللوم المقذع علي الغير، مثلهم في ذلك مثل اللوامات من النساء اللاتي يعتبرن الاسوأ في هذا المضمار.. وان كان مجال اغلبهن في ممارسة هذا اللوم ينحصر علي زوج أو فرد من محيطهن، الا ان التصاق تلك الصفة بالرجال يكون عادة سيئة اتخاذها وسيلة تحمي لهم صيتا عفا عليه الزمن يرجون استمراره، ناهيك عن تهيئتها لابواب ترزق لا تنضب، فهناك دائما في كل مكان وزمان، ما يصلح استحضاره للتباكي عليه، سواء كان ذلك عن حق أو بدونه. ولا يعجز من انعم الله عليه بسمع وبصر وعليهما عقل، ان يتعرف علي فساد ايقاع الرفض والشجب وغير ذلك من غمات خوارج الماضي والحاضر، الذين جبلوا علي بذر الفرقة في صف الامة، بظن السذج منهم اليهم انما يصنعون خيرا، وما هم مع اعداء امتهم الا لها مقوضين. ولا يخفي ما تستوجبه الاخلاق والاصول المتبعة الا علي صاحب لسان ذلق يمحو عمدا الاحترام الواجب للخط الفاصل بين ما يعد نقدا بناء وما هو دون ذلك مما يغلب عليه قذف في الغير، ويغفل اصحاب ألما هو دون ذلك، عن انه سريعا ما يتعرف عليهم المجتمع فلا يعير الناس اهتماما لما ينزلق من افواههم من سخف، فان انتبهوا له، فانما يفعلونه علي سبيل التفرج كتفرجهم علي حفريات مخلوقات عاشت في ماض تحجر. ومن المؤكد ان مناخ الحرية غير المسبوق التي ينعم بها الاعلام في هذه الحقبة من تاريخ بلدنا، ادي علي ما يبدو الي القاء غلالة نسيان علي ذاكرة من عاصروا اوقات غير سعيدة مضت، ندعو الله ان لا يعيد مثلها علينا، كانت مزحة فيها كافية ان تلقي بقائلها في غياهب السجون، او ما هو ابعد منها. كما انه ليس هناك شك في ان المناخ الديمقراطي لابد وأن يفرز تلقائيا فصيلا لا ينتمي الي دائرة الحكم او الي المعارضة الصحيحة، ممن اصطلح علي حملهم مسمي الدماجوجيين او بترجمة الي لغتنا بالمنافقين الذين يتسترون بغطاء الحريات للاضرار بوطنهم بما يشيعونه عنه من اباطيل. هؤلاء الغاضبون دوما وابدا، لا علاج يرجي لهم، سواء عاشوا في بلدهم أو في بلاد غيرهم، الأبطال بألسنتهم من دون كلفة عليهم، قد يهمهم أن يعلموا ان في مصر اناسا يحبونها ويحترمون رموزها ويدعون لهم بأن يساعدهم الله علي حل مشكلاتهم المعقدة وتحقيق تطلعات شعبها ودفعها في درب تقدمها دون محاولة عرقلة مسيرتها التي ابطأت ايقاعها ظروف غير مواتية ألمت بها في عهود سبقت، عاشوا هم فيها وباركو مساوئها. واذا كنا سوف نتبني ديمقراطية يفترض وجودها السماح بادخال السباب في تعريفها فهي لن تكون اكثر من ساحة لنشر ما قبح من الاخلاق، فليس بالسباب يمكننا ان نثبت لانفسنا اننا ننعم بالديمقراطية او كان يوما الافتقار الي الادب فيه حل لمشاكلنا. وما اصدق القائل انك كلما ألقيت بالنفايات حولك فانك تخسر ما يوازي كمها من الارض التي تقف عليها.