حذرت منظمة الصحة العالمية في تقرير صدر لها بمناسبة الاحتفال بالسنة الدولية للشباب من المخاطر الصحية المحدقة بالشباب حيث ذكر التقرير أن كل عام يشهد وفاة أكثر من 8.1 مليون شاب من الفئة العمرية 15 - 24 سنة هناك عدد هائل من الشباب الذين يعانون من أمراض تعرقل قدرتهم علي النمو والنماء بالشكل الكامل ولا يزال عدد كبير منهم ينتهجون سلوكيات لا تعرض أحوالهم الصحية للخطر في الوقت الراهن فحسب بل كذلك في السنوات المقبلة. وأضاف التقرير أن هناك علاقة بين نحو ثلثي الوفيات المبكرة وثلث إجمالي عبء المرض الذي ينوء به البالغون وبين أمراض أو سلوكيات بدأت في مرحلة الشباب، بما في ذلك تعاطي التبغ أو نقص النشاط البدني. والمعروف أن تعزيز الممارسات الصحية أثناء المراهقة واتخاذ الخطوات اللازمة لتحسين حماية الشباب من المخاطر الصحية من الأمور الحاسمة الأهمية لضمان صحة البلدان وضمان البنية التحتية الاجتماعية في المستقبل وتوقي المشاكل الصحية عند الكبر. وأقرت الدورة الاستثنائية المعنية بالطفل التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2002 بالحاجة إلي وضع وتنفيذ سياسات وبرامج وطنية بشأن صحة المراهقين تشمل أهدافا ومؤشرات من أجل النهوض بصحتهم البدنية والعقلية ومن الأُطر الهامة لتحسين صحة الشباب في هدفين الأول هو إتاحة خدمات الصحة الإنجابية للجميع،علما بأن أحد مؤشراته هو معدل الحمل بين الفتيات من الفئة العمرية 15-19 سنة أما الهدف الثاني فيتمثل في وقف انتشار الإيدز والعدوي بفيروسه، ومن مؤشراته الحد بنسبة 25٪ من الإصابات بين الشباب،ويحدد ذلك الهدف نسبة الشباب من الفئة العمرية 15-24 سنة ممن ينبغي أن تكون لديهم معارف شاملة وصحيحة بشأن الإيدز والعدوي بفيروسه. ويعتبر الحمل والولادة في مراحل مبكرة من القضايا الصحية التي تؤثر في الشباب حيث تعيش نحو 16 مليون فتاة من الفئة العمرية (15 - 19 سنة) تجربة الولادة كل عام أي ما يقارب 11٪ من مجموع الولادات التي تسجل في جميع أنحاء العالم وتحدث الغالبية العظمي من الولادات التي تسجل بين المراهقات في البلدان النامية. ويشير التقرير إلي أن 40٪ من الإصابات الجديدة بفيروس الإيدز التي سجلت في جميع أنحاء العالم في عام 2008 ألمت بشباب من الفئة العمرية (15-24 سنة) ولا يمر يوم واحد إلا ويشهد إصابة 2500 شاب آخر بذلك الفيروس ،وهناك علي الصعيد العالمي أكثر من 7.5 مليون من الشباب المتعايشين مع الإيدز والعدوي بفيروسه. يدخل كثير من الصبيان والبنات في البلدان النامية مرحلة المراهقة وهم يعانون سوء التغذية مما يجعلهم أكثر عرضة من غيرهم لمخاطر الأمراض والوفاة المبكرة وعلي عكس ذلك يزداد تعرض الشباب في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المرتفعة الدخل علي حد سواء لفرط الوزن والسمنة وهما شكلان آخران من أشكال سوء التغذية التي تؤدي إلي عواقب صحية وخيمة وتفرض علي المدي البعيد أعباءً مالية فادحة علي النظم الصحية.. ومن الأسس التي تمكن من ضمان صحة جيدة عند الكبر البدء بانتهاج عادات التغذية المناسبة والنظام الغذائي الصحي والنشاط البدني في مرحلة الشباب. ويعتبر تعاطي التبغ والتدخين واحدا من التهديدات الكبري لصحة الشباب حيث يبدأ تعاطي تلك المادة في مرحلة المراهقة وهناك أكثر من 150 مليون من الشباب المدخن وهذا العدد في تزايد في شتي أنحاء العالم، ولاسيما بين الفتيات، ويزداد انتشار ظاهرة شرب الكحول علي نحو ضار بين الشباب في كثير من البلدان،وتتسبب تلك الظاهرة في فقدان القدرة علي ضبط النفس وزيادة السلوكيات المحفوفة بالمخاطر. ويعد العنف من الأسباب الرئيسية لوفاة الشباب ولاسيما الذكور منهم ،فلا يمر يوم واحد إلا ويشهد وفاة نحو 565 شابا من الفئة العمرية (10-29 سنة) جراء العنف الذي يمارسه بعضهم ضد بعض ,وهناك لكل حالة وفاة تحدث جراء العنف نحو 20 إلي 40 من الشباب الذين يتعين علاجهم في المستشفي من إصابات لها علاقة بالعنف. وتعد حوادث المرور من أهم أسباب الوفاة والعجز بين الشباب التي تودي بحياة زهاء 1000 شاب كل يوم وهو ما يستدعي تقديم النصائح إلي الشباب بشأن القيادة بأمان، وتوخي الصرامة في تنفيذ القوانين التي تحظر القيادة تحت تأثير الكحول والمخدرات وزيادة فرص الاستفادة من وسائل النقل الآمنة من الإجراءات الكفيلة بالحد من حوادث المرور التي تسجل بين الشباب.