مدينة القناطر التي تعد من أجمل واعرق مدن محافظة القليوبية حيث موقعها الساحر علي النهر الخالد وشهرتها الكبيرة التي استمدتها من قناطر محمد علي والحدائق الشاسعة التي تقع علي مساحة 057 فداناً مما جعلها قبلة للزائرين تفتقد الي سوق حضاري يتماشي مع طبيعتها رغم الاهتمام الكبير الذي تحظي به المدينة والحدائق من جانب المحافظ المستشار عدلي حسين. ويؤكد المهندس مصطفي بيومي رئيس مركز ومدينة القناطر انه منذ توليه المسئولية من 4 شهور فقط استطاع وبمعاونة جهازه انشاء محور مروري جديد من مدخل المدينة حتي ميدان الوقف بتكلفة مليون جنيه.. وجار انشاء محور مروري آخر لتخفيف الضغط في ميدان القناطر.. كما تم انشاء كورنيش جديد خلف مبني مجلس المدينة اعطي متنفساً وشكلاً جمالياً متطورا.. ويحسب لرئيس المدينة الجديد انه قام بنقل السوق القديم من ميدان القناطر والذي كان يشكل ازدحاماً ومشهداً غير حضاري امام القادمين والزائرين للقناطر.. الي منطقة عزبة احمد فوزي.. ولكن المكان الجديد والسوق نفسه لا يليق بمدينة كبيرة وجميلة مثل القناطر.. فالسوق عبارة عن سويقة عشوائية من باكتات غير حضارية بالمرة والسوق ليس به نقطة شرطة فالأمن مفقود فيه.. كما توجد به دورة مياه بدون ابواب.. ناهيك عن عدم التنظيم داخل السوق.. ومشاكل اخري عديدة.. »الأخبار« قامت بجولة داخل هذا السوق ورصدنا مشاكله علي لسان الباعة والمترددين عليه.. فماذا قالوا؟!. في البداية يقول رجب ابوالفضل رئيس مجلس ادارة جمعية حقوق الانسان بالقناطر: نحن لا نعترض علي نقل السوق من موقعه القديم بالميدان الي موقعه الجديد بمنطقة تقسيم غنيم خلف السكة الحديد.. بل الاعتراض علي اقامة السوق بصورة عشوئية وغير حضارية.. وللأسف تسرع المسئولون في قرار النقل قبل تخطيط واعداد سوق حضاري يليق بالقناطر.. ويعد مرهقاً للمشتري والبائع ومشاكله تتمثل في عدم وجود اماكن مخصصة لكل فئة علي حدة مثل مكان لبيع الخضراوات وآخر للفواكه لكنه سوق مختلط ويجد المشتري صعوبة في شراء احتياجاته بسهولة ويسر تحت الشمس المحرقة.. كما ان السوق تنقصه دورات مياه تليق بالانسان.. ويفتقد لنقطة شرطة حيث تكثر المشاكل بسبب العشوائية والبائعين غير الملتزمين بالبيع في السوق حيث يقومون بالبيع عن طريق عربات الكارو التي تجوب الشوارع مما يؤثر علي الباعة الملتزمين مما يدفع المشتري لشراء احتياجاته منهم بسعر اكثر قليلاً بدلاً من قطع مسافة طويلة للسوق.. والاقبال علي الشراء من السوق ضعيف جداً لدرجة اننا التقطنا احدي السيدات التي جاءت لتشتري احتياجاتها وسألناها عن رأيها في موقع السوق الجديد فقالت: للأسف الشديد جئت علي امل ان اجد ما اشتريه من بضاعة جيدة لكني وجدتها تالفة من اثر الشمس المحرقة.. والحقيقة ان موقع السوق ليس مناسباً وبعيد عن الأهالي والكتلة السكنية.. اما ام احمد فتقول: كنت اشتري من السوق القديم لقربه من الكتلة السكنية وتعودت عليه ولكنني الآن اضطر الي استقلال التوك توك للذهاب للسوق الجديد مما يرهق ميزانية البيت.. كما ان السوق بصورته الحالية لا يشجع احدا علي الشراء منه سواء من تنظيمه او شكله غير الحضاري.. او البضاع الموجودة به.. ولهذا قررت الشراء عن طريق الباعة الذين يجوبون الشوارع بزيادة طفيفة ولكنها مريحة وجيدة. مشاكل الباعة يقول معروف السيد الدجوي: توسمت خيراً في مكان السوق الجديد ولكن للأسف وجدته عبارة عن باكتات خشب مغطي بالقماش القديم وغير حضاري بالمرة.. ولقد وعدنا المسئولون بأن السوق حضاري فأين هذا الوعد ويؤكد بأن معظم الناس المقيمين بالطابق الأرضي بالقناطر قاموا بفتحها محلات لبيع الخضراوات والفواكه وغيرها.. وهذا اثر كثيراً علينا وانا لدي 6 أبناء في مراحل التعليم المختلفة وخسرت كثيراً خلال الفترة البسيطة وبهذه الطريقة لن استطيع الاستمرار.. ويقول فهمي احمد فهمي: لقد التزمنا بقرار النقل وانتظمنا في السوق الجديد وكانت النتيجة هي كساد وركود وفساد بضاعتنا وتكبدنا خسائر كبيرة لا نستطيع تحملها كبائعين صغار.. وتقول ماجدة صالح محمد »بائعة خضراوات« كنا نبيع ونكسب عندما كنا في السوق القديم.. ولكننا هنا نخسر وزادت علينا الديون، كما أن السوق ليس مجهزا بأبسط الخدمات كالكهرباء.. ومع غروب الشمس لا نستطيع التواجد في السوق وزوجي اصابه المرض وطريح الفراش واتحمل وحدي اعباء 6 ابناء .. وتقول نادية حسن عبده »بائعة حبوب«: اضطررت للعمل كبائعة حبوب بعد وفاة زوجي منذ 9 سنوات وتحملت عبء الانفاق علي 3 ابناء وتخرجوا وأصبحوا عاطلين وكنت انفق عليهم من خلال مكسبي بالسوق القديم ولكننا الآن لا نبيع والحركة بسيطة جداً وتراكمت علينا الديون فماذا نفعل؟!. قامت »الأخبار« بعرض تلك المشاكل علي المهندس مصطفي بيومي رئيس مركز ومدينة القناطر الخيرية الذي اكد أن السوق القديم كان مقاماً منذ سنوات طويلة وكان يشكل عبئاً ثقيلاً في الازدحام والتكدس المروري بميدان القناطر.. اضافة الي وضعه بصورة غير حضارية.. وعندما تم ردم وتغطية المصرف الموجود بعزبة احمد فوزي تم اقامة سوق عليها وقمنا بالنقل دون اي مشاكل او تدخل من الشرطة وكان العدد الذي تم حصره هو 89 بائعاً وبائعة لكننا فوجئنا بعشرات غيرهم كل واحد استولي علي 002 متر واستغلها للبيع.. ونقل السوق كان ضرباً من المستحيل. وأثني المحافظ المستشار عدلي حسين علي قرار النقل.. وعن المشاكل قال: لقد تم الاتفاق مع اللواء محمد الفخراني مدير امن القليوبية علي اقامة نقطة شرطة لتحقيق الامن في السوق خلال الايام القادمة.. كما سيتم اقامة مكتب اداري لتنظيم عملية السوق والاشراف عليه وازالة الاشغالات ولقد قمنا بتحرير محاضر ضد المخالفين وفي سبيلنا لتطوير السوق.. فالنقل في حد ذاته خطوة مهمة.. كما سيتم اقامة دورة مياه اخري.. ولقد تم عمل الأبواب لدورة المياه الأولي.. في النهاية بقي ان نري خلال الأيام والشهور القادمة سوقاً حضارياً يليق بالمدينة الجميلة.. مدينة السحر والجمال القناطر الخيرية.