أهلا رمضان.. شهر القرآن والصيام. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم »من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنب«.. هذا الغفران منحة من الله جل شأنه في علاه لعباده لعلهم يقابلون وجه ربهم وهم علي المحجة البيضاء فيكون جزاؤهم الجنة. في الصيام معان جليلة فالامتناع عن الطعام والشراب فيه ضبط للوضع الصحي للجسم وتصحيح للسلوك المعوي طوال العام، ومن ناحية أخري نحاول أن نعيش احساس الفقير الذي لا يجد قوت يومه، ولهذا كان الجزاء كبيرا لمن أفطر صائما ولو علي شق تمرة أو شربة ماء. هذا الاحساس بالآخر ومساعدته في ظروفه الحالكة هو أحد مقومات الاسلام خاصة في ظل اتساع رقعة الفقر. في رمضان أيضا قول كريم وجميل »اللهم إني صائم« كلمات بها من السمو والترفع عن الصغائر وكظم الغيظ والعفو عن الإساءة والبعد عن اللغو في الأحاديث اليومية واجتناب الغيبة والنميمة في حق الآخرين فالصوم جُنة من السلوكيات المسيئة ومنها الاسراف لكننا نلاحظ أن المساجد في شهر رمضان شهر التقوي وعدم الاسراف تزدان بالآلاف من اللمبات الملونة ابتهاجا بقدومه وطوال الشهر، وما أظن هذا العمل الذي يهدر الطاقة مستحب خاصة أننا نعاني ضغطا شديدا علي شبكة الكهرباء.. هذا الاسراف قد يعرض حياة مريض في حاجة لهذه الطاقة للخطر أو يوقف شبكة مياه أو صرف عن العمل. وتشارك الدراما التليفزيونية في هذا الاسراف أيضا فهي تقدم ما يلهي الناس عن العبادة، كما أنها تجعل استهلاك الطاقة كبيرا في هذا الشهر. إطعام صائم والصدقة علي الفقراء والمساكين وتدعيم مؤسسات رعاية الأيتام للقيام بدورها والبعد عن التنابذ بالألقاب وعدم الإسراف في المأكل والمشرب والطاقة والتسلية ليس فقط من مقومات الصيام الصحيح بل من مقومات الحياة.