ادت الانهيارات الارضية الناجمة عن الفيضانات الغزيرة في بلدة تشوتشو في شمال غرب الصين أمس الي مقتل 127 شخصا علي الاقل فيما بات ألفا شخص في عداد المفقودين. وأعلنت مصادر إعلامية رسمية ان المياه فاضت علي ضفاف نهر بايلونج ما ادي الي حدوث فيضانات وانهيارات ارضية اسفرت أيضا عن جرف محطة صغيرة لتوليد الكهرباء من الطاقة المائية. وواصلت فرق الانقاذ البحث وسط المنازل المنهارة وتأهبت لتنفيذ عملية تفجير لازالة الاوحال التي سدت مجري احد الانهار. وقال باي وهو احد المقيمين ببلدة تشوتشو في اتصال تليفوني مع رويترز "شهدت المنطقة برقا ورعدا ثم هطول امطار غزيرة وتوالي حدوث الانهيارات الصخرية." ومع اعتبار الفي شخص في عداد المفقودين فقد يرتفع عدد القتلي بشدة فيما توجه رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو الي المناطق المنكوبة للوقوف علي اثار الدمار وتفقد جهود الانقاذ. وقالت النشرات الاخبارية بالتلفزيون الصيني "تشير التقديرات الاولية الي ان 50 ألف شخص تضرروا من الكارثة وان السلطات دفعت بنحو 2800 من افراد الجيش ومئات من رجال الخدمات الطبية للمعاونة في جهود الانقاذ". وفي كوريا الشمالية أعلنت مصادر إعلامية عن تدمير طرق وسكك حديد ومزارع وجرف منازل بسبب الفيضانات، من دون أن تذكر أي حصيلة للضحايا. وفي باكستان حذرت مصلحة الأرصاد الجوية من أن يومين آخرين محملين بالأمطار ينتظران البلاد، فيما أعلنت مفوضية الفيضانات الفيدرالية بالبلاد عن مخاوفها من ارتفاع منسوب نهر "إندوس" في إقليم السند. وقال الناطق باسم برنامج الغذاء العالم التابع للأمم المتحدة أمجد جمال: "الأمور تزيد سوءاً. إنها تمطر من جديد وحال الطقس الرديء دون تحليق المروحيات لتوزيع المساعدات، وهي الوسيلة الوحيدة للوصول إلي ألاف الناجين الذين تقطعت بهم السبل بعد انهيار الجسور وتدمير شبكة الطرق". وفاقم هطول المزيد من الأمطار الموسمية من أسوأ كارثة فيضانات في تاريخ باكستان، خلفت 15 مليون متضرر، وقضت علي ما يقرب من 1600 شخص. وطالب المسئول الحكومي في اقليم خيبر بختون خوا عدنان أحمد الناس في الأراضي المنخفضة بمغادرة منازلهم مع ارتفاع منسوب المياه. وناشد رئيس الحكومة الباكستانية، يوسف رضا جيلاني المجتمع الدولي والباكستانيين المقيمين في الخارج للتبرع لمساعدة الضحايا. وفي الوقت الذي تزداد فيه مشاعر الغضب بين صفوف المواطنين بسبب استجابة الحكومة الباكستانية البطيئة والفوضوية تجاه أسوأ فيضانات تشهدها باكستان خلال 80 عاما، تمكنّت مؤسسات خيرية إسلامية من ملء الفراغ بكفاءة تكسبهم دعما جديدا بين الجموع الباكستانية القلقة.ويقول ضحايا الفيضانات ومراقبون سياسيون إن الكارثة أظهرت ضعف الحكومة المدنية التي تعاني من قلة الحيلة والإهمال. كما منحت الفيضانات فرصة جديدة للجمعيات الخيرية الإسلامية كي تبرهن علي أنه بمقدورها القيام بما تعجز عنه الحكومة، مثلما فعل الإسلاميون خلال زلزال ضرب كشمير عام 2005 وقد ساعدهم ذلك علي تجنيد أفراد جدد في جماعات مسلحة محظورة من خلال أجنحة خيرية تمثل واجهة لهذه الجماعات. وفي الهند كثفت سلطات ولاية جامو وكشمير التي ضربتها الفيضانات أيضا جهود الإنقاذ، في الوقت الذي وصلت فيه حصيلة الوفيات إلي 132 شخصا، و500 مفقود في مناطق وعرة. من جانب أخر اعلنت السلطات المحلية ان ثمانية اشخاص لقوا مصرعهم أمس في الجمهورية التشيكية والمانيا وبولندا وتم اجلاء آلاف آخرين بسبب امطار غزيرة هطلت علي هذه المنطقة.