أىمن عبد الرحمن منذ ثلاثة أعوام ازدحمت طرقات مركز مغاغة بمحافظ المنيا بحثا وسؤالا عن والدي الطفلة بدور أحمد شاكر تلميذة الابتدائية التي لقيت مصرعها نتيجة جرعة مخدر عالية تلقتها علي يد احدي الطبيبات استعدادا لاجراء عملية ختان لها، ورغم وفاتها بسبب جرعة المخدر الا ان الطبيبة أجرت لها الجراحة مقابل 50 جنيها!! وفاة »بدور« كانت البداية الحقيقية الأولي لاعلان مناهضة الختان، حتي أن يوم وفاتها أعلن اليوم القومي لمناهضة ختان الاناث. السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الاسرة والسكان تولت القضية علي عاتقها وأصبح مناهضة الختان شغل الوزارة الشاغل حتي قبل اعلانها وزارة قبل مارس 2009. وبعد نجاح الوزارة في الانتهاء من اعلان 65 قرية علي مستوي الجمهورية أغلبهم في صعيد مصر مناهضة لختان الاناث، ظن الجميع أن كل شئ علي مايرام وأننا أوشكنا علي الانتهاء، لتذيع وسائل الاعلام وتنشر الصحف في صفحاتها الاولي منذ أيام خبر نقل الطفلة اسراء الي مستشفي القناطر الخيرية العام في حالة نزيف حاد بسبب اجرائها عملية ختان علي يد شخص كل علاقته بالطب أنه يعمل طباخا بمستشفي.. طباخا فقط!! وهو الخبر الذي وصفته الوزيرة مشيرة خطاب بأنه نزيف لضمير الانسانية وأكدت السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان أنه تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك وبفضل جهود عدة جهات حدث انخفاض واضح في المؤشرات القومية الخاصة بممارسة ختان الإناث حيث أظهرت نتائج المسح السكاني الصحي لعام 2008 أن نسبة انتشار ختان الإناث انخفضت إلي 74٪ بين الفئة العمرية 15-17 سنة، وكذلك البحث الذي أجرته وزارة الصحة علي المستوي القومي عام 2007 يشير الي انخفاض نسبة هذه الممارسة بين فتيات المدارس في العمر 10-18 سنة إلي 50.3 ٪. وأضافت الوزيرة أن رأي المؤسسة الدينية هام جدا ومؤثر في مثل هذه القضايا باعتبارها المرجع دائما في حالات التخبط فقد أعلنت كل من مشيخة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف موقفاً حاسماً يحرم ممارسة ختان الإناث. كما أكدت علي أن الكنيسة المصرية أعلنت بكل طوائفها موقفها الرسمي، بأن المسيحية ترفض ممارسة ختان الإناث لما تحتويه من إنتهاك لجسد وكرامة الفتاة والمرأة، وأن المسيحية ليس بها أي نص يشير إلي ختان الإناث من قريب أو بعيد. أما المؤسسة الطبية فموقفها تأرجح كثيرا ما بين قرار وزاري يبيح الختان علي أيدي أطباء مختصين دون غيرهم الي أن أصدرت وزارة الصحة القرار الوزاري رقم271 في يونية 2007 والذي ينص علي منع جميع الأطباء والممرضات أو غيرهم من إجراء ختان الإناث في أي مكان، وكذلك إعلان وتعميم نقابة أطباء مصر، والصادر في يونية 2007 بتحذير الأطباء من ممارسة ختان الإناث، واعتبار أن القيام بهذه الممارسة مخالفاً لقوانين ولوائح وآداب مهنة الطب. وعلي المستوي القانوني فقد وافق مجلسا الشعب والشوري في يونية 2008علي تجريم ممارسة ختان الإناث، ومعاقبة كل من يقوم به، من خلال المادة (242 مكرر) من قانون العقوبات الصوت يأتي عبر هذا الرقم 16000 دائما في نبرات معدودة فمرات يأتي مستجيرا وأخري مستغيثا وأحيانا واهنا باكيا، هذا ما يؤكده أيمن عبد الرحمن مشرف خط نجدة الطفل الذي يحمل 10 خطوط تعمل علي مدار الساعة، ويؤكد ان أغلب الاتصالات التي يتلقاها الخط وتكون متعلقة بالختان اما من امهات يستغثن من ازواجهن بسبب تحكيم رأيهم باجراء هذه الجراحة للابنة، أو من فتاة علمت خلسة أن والديها قررا دفعها الي هذه العملية وتستنجد بهم. ويضيف أيمن عبد الرحمن ان مثل هذه البلاغات يتلقاها الخط ويتعامل معها فورا من خلال ارسال فريق بالتعاون مع الجمعيات الأهلية الشريكة في هذا المجال الي عنوان المتصل مع ضمان سرية بيانات المبلغ دائما لتوجيه النصح والارشاد الي الاسرة وفي بعض الحالات يتم ابلاغ النيابة والداخلية اذا وجب الامر وهما في الواقع دورهما أكثر من ايجابي دائما لأن الجميع يخشي المحاسبة القانونية. د. مجدي حلمي مسئول الجمعيات الأهلية بمشروع مناهضة الختان بوزارة الاسرة والسكان يؤكد أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لجأت للأسف لتطبيب الختان أو بمعني أدق تقنينه والسماح باجرائه علي أيدي أطباء مما سمح بتكرار حالات الوفاة و النزيف وغيرها مشيرا الي أن ما يعلن من هذه الحالات أقل بكثير مما يقع في الحقيقة خاصة بعد الاجراءات التي ساهمت فيها الوزارة من تجريم وتحريم وغيرها. أما د.فيفيان فؤاد منسق المكون التدريبي بمشروع مناهضة الختان أكدت أن عبء ممارسة هذه العادة يلقي به علي عاتق الأم التي تعد هي الحلقة الأقل ضعفا في دائرة المجتمع فالام تقع فريسة أمام ضغوط الأب ثم محيط العائلة و الجيران ثم الاطباء الذين دائما يستخدمون الدين والسياسة والرسائل الاعلامية المغلوطة التي تبثها وسائل الاعلام، وكل هذه المكونات لا ترحمها ولا تمنحها الفرصة الكافية للتفكير أو الرفض. وشددت منسق المشروع علي ضرورة وجود مساهمات اعلامية فعالة خاصة في الصحافة لأن الكلمة المطبوعة موجهة في الاساس لطبقة متعلمه تقرأ وتكتب وتحظي بثقة المقربين ومع ذلك فهي للأسف لا تقوم بدورها في النصح للمحيطين فكثير من هذه الفئات يرفض منع الختان ومن يعرف أخطاره فعلا يسكت عنها ويكتفي بعدم اجرائها لبناته، وهذا لا يكفي للمواجهة والحل. أحمد عباس