صورة ارشىفىة لوزىر الخارجىة الاماراتى الشىخ عبد الله بن زاىد فى اجتماع مع نظىره الاىرانى منوشهر متكى فى طهران تتجه الامارات العربية المتحدة نحو تبني موقفا أكثر تشددا ازاء ايران لتقديرها أن خطر ايران نووية علي أبوابها قد يفوق تكلفة نشوب حرب بين ايران والغرب. وتحرص الامارات المتحالفة مع الولاياتالمتحدة والتي تستضيف كغيرها من دول الخليج العربية منشآت عسكرية أمريكية علي تجنب حرب بسبب برنامج ايران النووي من المؤكد تقريبا أنها ستمتد الي الدول العربية التي لا يفصلها عن الجمهورية الاسلامية سوي مياه الخليج. ولكن أبوظبي المصدرة للنفط تشعر بقلق متزايد علي ما يبدو من أن السلاح النووي قد يعطي ايران الشيعية وغير العربية ذخيرة لان تروع كيفما شاءت جيرانها العرب الاصغر منها بكثير حيث أغلبية السكان من السنة. قال شادي حميد مدير الابحاث في مركز بروكينجز الدوحة "الامارات تشعر بأنها مهددة" مضيفا أن نهج الامارات الاستراتيجي يتغير الي حد ما فيما يبدو. وأضاف "ايران قد تصبح بدرجة كبيرة في طريقها لامتلاك قدرة نووية اذا لم يحدث شيئا عاجلا." ومضي يقول "لن يتضرر أحد من هذا مثل دول الخليج. وعليه لا أريد أن أقول انها تشعر بالذعر ولكن هناك قطعا قدرا متناميا من القلق والتوتر." وتزايدت الضغوط علي أبوظبي مع ارتفاع حدة التوتر بين ايران والغرب لتبين أين تقف لانها تسعي لتجنب الحرب بينما تأمل كذلك ألا تسمح واشنطن بأن تصبح ايران قوة نووية وتحاول بالتالي احتواء التهديد الناجم عن ذلك.وتسير الامارات علي خيط رفيع. وأشارت الامارات الي أنها لم تعد مستعدة كما كانت من قبل لان تعمل كشريان حياة مالي لايران بعدما فرضت الاممالمتحدة عقوبات جديدة علي طهران الشهر الماضي بحثها البنك المركزي علي اصدار تعليمات بتجميد أي حسابات لعشرات الشركات التي تستهدفها العقوبات. وظهرت مشاحنات أخري كلما انحازت أبوظبي أكثر الي جانب الولاياتالمتحدة لتبلغ ذروتها بتصريحات أدلي بها هذا الشهر سفير الامارات لدي واشنطن مشيرا الي أن بلاده قد تؤيد تحركا عسكريا أمريكيا ضد ايران. وقال السفير يوسف العتيبة عند سؤاله في منتدي في كولورادو بالولاياتالمتحدة اذا كان يرغب في أن توقف الولاياتالمتحدة البرنامج النووي الايراني بالقوة "ان هجوما عسكريا علي ايران بغض النظر عمن سيشنه سيكون كارثة.. ولكن ايران المزودة بسلاح نووي ستكون كارثة أكبر." ودفعت تصريحاته التي سارعت أبوظبي للتهوين من شأنها بعض المشرعين الايرانيين الي اقتراح وقف السياحة الي الامارات التي يبلغ حجم التبادل التجاري معها عدة مليارات من الدولارات علي الرغم من نزاع اقليمي يجيش. ولم يفرض أي حظر. ونقلت وسائل اعلام اماراتية عن طارق الهيدان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية قوله ان "الامارات تعارض تماما أي استخدام للقوة لحل أزمة الملف النووي الايراني.. وتدعو الي حلها عبر الوسائل السياسية." وأضاف أن بلاده "تؤمن في الوقت ذاته بضرورة ابقاء منطقة الخليج خالية من السلاح النووي." ويقول محللون ان تصريحات العتيبة في كولورادو وان تكن صادمة لفظاظتها تعكس ببساطة ما كان يقوله كثيرون من المسؤولين في الخليج سرا منذ شهور ويضيفون أن الامارات من بين الدول الاكثر تشددا. وقد يعكس الموقف الاكثر تشددا الدور الاكبر الذي أصبحت أبوظبي تضطلع به في توجيه السياسة الخارجية منذ أزمة ديون دبي وخطة الانقاذ الناجمة عنها. وأضعفت الازمة علي ما يبدو الثقل السياسي الداخلي لامارة دبي التي تعد محورا تجاريا وهي الاكثر ارتباطا بايران من خلال التجارة. وقال المؤرخ كريستوفر ديفيدسون "انه حقا مسار محفوف بمخاطر كبيرة" مضيفا أنه من غير المرجح أن تتبع دول الخليج نهجا جريئا هكذا." وقال ديفيدسون "اذا نشبت حرب في المنطقة.. لا قدر الله.. فان الامارات العربية المتحدة الآن في المواجهة."ولم يمض الخطاب الاكثر تشددا دون أن تلحظه طهران. وقال أحمد وحيدي وزير الدفاع الايراني لوسائل اعلام ايرانية بعد فترة قصيرة من تصريحات العتيبة "علي الدول الاقليمية أن تكون حذرة وألا تدلي بتصريحات أو تتبني مواقف أكثر حماقة من التصريحات التي يدلي بها مسؤولون اسرائيليون." وحتي قبل الخلاف الذي نشب مؤخرا استدعت طهران في مايو أيار الماضي دبلوماسيا اماراتيا في غمرة الحرب الكلامية حول الجزر المتنازع عليها في الخليج بعد أن شبه وزير خارجية الامارات سيطرة ايران علي الجزر بالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين. واشتكت ايران في وقت سابق من هذا الشهر من أن ألمانيا وبريطانيا والامارات رفضت تزويد طائرات ايرانية بالوقود ولكن مصدرا اماراتيا قال ان ذلك قرار شركة متعددة الجنسيات وليس سياسة حكومة الامارات. ثم في الاسبوع الماضي طرحت ايران فكرة أن تطلب دفع ثمن صادراتها من النفط لاوروبا بالدرهم الاماراتي للالتفاف حول العقوبات التي قد تمنع التعاملات الايرانية باليورو. وكان الرد الرسمي لمحافظ بنك الامارات المركزي علي الخبر "هل هذه مزحة.. ليس لدينا وقت للمزاح." ولكن من غير المرجح أن تتخذ الامارات التي قد يساعدها النهج الاكثر تشددا علي كسب تأييد واشنطن أي خطوات تتجاوز نطاق العقوبات واستمرت التجارة رغم أن القيود قد تعقد نشاط اعادة التصدير. قالت جالا رياني من مؤسسة (اي اتش اس جلوبال انسايت) في تقرير أعدته مؤخرا "من المهم تأكيد أن الدولة ستستمر في المضي بحذر في التعامل مع ايران." وقد تشارك دول عربية أخري في الخليج خصوصا تلك الدول التي لديها نسبة كبير من السكان الشيعة الامارات في قلقها من ايران. وبينما مصالح السعودية الدولة الاقليمية التي تتمتع بثقل وصاحبة القوة العسكرية الاكبر بين دول الخليج العربية منحازة مع الامارات تقريبا علي ما يبدو بقيت معظم الدول الاخري خارج النزاع الدبلوماسي. وبينما تري السعودية ايران كمنافس سياسي ودبلوماسي وتنزعج من نفوذها المتزايد في المنطقة الا أنها امتنعت مؤخرا عن الادلاء بأي تصريحات استفزازية. وقالت رياني "هناك ادراك واضح بأنه في حالة اندلاع أي صراع عسكري في المنطقة فإن دول الخليج بما في ذلك الامارات ستعتمد علي المظلة الامنية الامريكية." والتزمت دول الخليج العربية الحذر حتي بعد أن أثارت اتهامات بأن ايران تدير شبكة للتجسس في الكويت المخاوف من أن طهران ريما تستطلع أهدافا للانتقام في حالة تعرضها لهجوم. وتنفي ايران الاتهام. قال تيودور كارسيك من مركز التحليل العسكري للشرق الادني والخليج ومقره دبي "قطر تعتقد أنها سويسرا ولكنها تلعب دورا دبلوماسيا وكذلك ستكون الكويت محايدة علي الارجح ولكنها ستكون أكثر قربا للسعودية." وأضاف أن البحرين ستحذو أيضا في نهاية المطاف حذو السعودية.