هموم الناس في مصر جمعها قاض دولي في كتاب أدبي رائع. د. فؤاد عبدالمنعم رياض يرسل بكتابه الذي يحتوي علي 04 مقالة جرس إنذار شديد حتي لا ينهار المجتمع ويتآكل من الداخل مؤكدا أننا من نطلق الرصاص علي أنفسنا بأيدينا وليس العدو الخارجي.. استضاف المجلس المصري للشئون الخارجية أمس الأول الدكتور فؤاد عبدالمنعم رياض القاضي السابق في المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي حيث قدم عرضا لكتابه الجديد »هموم إنسان مصري«.. ويري السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية ان الكتاب يثير العديد من القضايا الداخلية والخارجية والمتعلقة بحقوق الإنسان وجرائم الحرب، مشيرا إلي إنه لابد من وجود آلية تسجل جرائم الحرب المختلفة التي تقترف حول العالم لكي لا يفلت مرتكبوها دون عقاب ومحاكمة وذلك لتقنين جرائم الحرب التي يقترفها قادة إسرائيل كالذي حدث في غزة منذ عامين. وأوضح السفير وهيب المنياوي رئيس اللجنة الآسيوية بالمجلس المصري للشئون الخارجية ان كتاب »هموم إنسان مصري« طرح أفكارا مؤلفة في صورة مقالات مما اعطاه زخما في رؤية السلبيات التي تنتشر في المجتمع المصري، مضيفا أن أهم الهموم المطروحة هي تسجيل ما أصاب المصري من عدوان سافر علي أراضيها الخضراء بالتجريف، وتفاقم الفجوة بين الطبقة الثرية والطبقة المعدمة وتآكل الطبقة الوسطي بالمجتمع، وعدم سيادة القانون وفقدان الدولة لهيبتها، وانتشار رفض الآخر وضرورة نبذ ما يثير الفتنة بين أبناء مصر، وغياب الوعي العام وفقدان الرؤية الشاملة للحاضر وللمستقبل. وأكد مؤلف الكتاب د. فؤاد رياض ان »هموم إنسان مصري« يتكون من 04 موضوعا أو مقالة، وهدفه التساؤل متي ستلحق مصر بالعالم المتقدم؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟ وأضاف ان عدم الوعي بما يهدد كيان المجتمع المصري من مخاطر من شأنه انهيار هذا المجتمع خاصة إذا كانت هذه المخاطر تنبثق من داخل تلك الجماعة ذاتها، فمن الثابت ان العوامل الداخلية تفوق آثارها أية عوامل في الاضرار ببنية المجتمع وحياة أفراده، ولابد ان لا يتخاذل المثقف عن أداء الدور المنوط به في ايقاظ وعي المواطنين وشحذ هممهم كي يتصدوا لما يواجههم من تحديات ويسعوا إلي تغيير واقعهم سواء من خلال مبادرتهم الشخصية أو بمطالبة القائمين علي شئون الدولة بايجاد الحلول اللازمة. وأوضح ان اخطر ما غاب عن وعي المواطن بل وعن الدولة ذاتها ما يمكن اطلاق عليه »الإبادة الذاتية« أي القضاء علي حياتنا وعلي حياة الأجيال القادمة بأيدينا وليس بأيدي عدو خارجي وذلك ما حدث من عدوان سافر علي أرض مصر الخضراء المحدودة سواء بالبناء أو بالتجريف حيث تحولت الأرض لتربة غير قابلة للاصلاح، بالإضافة لما حدث لمياه نهر النيل والهواء من تلوث يضر بصحة أفراد المجتمع المصري وقدرتهم علي العمل، بل ويقضي علي حياة الأجيال القادمة كما اثبت خبراء البيئة. وأشار إلي أن الفجوة الثانية التي يعاني مجتمعنا منها بين الفئة ذات الثراء الفاحش والفئات المعدمة وهو ما سيؤدي لانهيار كيان الجماعة الوطنية، إضافة إلي ما حدث من فقدان وتآكل للطبقة الوسطي التي كانت تضم المثقفين والمبدعين، ومع غيابها برزت المواجهة الحادة بين الطبقة الثرية والمعدمة والتي تهدد أمن وسلامة المجتمع. وأضاف د. فؤاد رياض: كذلك زادت ظاهرة عدم تكافؤ الفرص نتيجة تمييز فئة معينة تتمتع بالسطوة أو بالجاه ويؤدي ذلك لاحساس بظلم وغضب فضلا عن ضرره بسلامة الدولة. وأشار إلي ان تفاقم ظاهرة عدم سيادة القانون وعدم تنفيذ أحكام القضاء إلي سعي كل من لديه قدرة إلي الإفلات من أحكام القانون والقضاء مما أدي للقضاء علي هيبة الدولة. وأكد ان من اشد مظاهر الخطر علي المجتمع المصري ومستقبله الفكر المتحجر ورفض الآخر المختلف فكرا ودينا. وأشار إلي إنه من المؤسف ان الغالبية العظمي من الدول العربية مازالت ترفض المشاركة في القضاء الجنائي الدولي رغم إنه وجد لحماية ضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وعلي رأسها الشعب العربي في أرض فلسطينالمحتلة الذي لايزال يعاني من أبشع أنواع هذه الجرائم. وقال د. فؤاد رياض ان الحل يكمن في مشاركة المجتمع المدني وإرساء مبدأ عدم التمييز بين أفراد الأمة وحظر كل اشكال التفرقة علي أساس الدين أو الجنس وإعادة تقييم التعليم علي أساس العقل لا النقل، وتوظيف الاعلام ليقي المجتمع من السموم التي تلوث العقول ويحميها من الخرافة والتعتيم.