هذه الكلمة.. سوء التفاهم، هي كلمة شائعة الاستخدام بين الناس، فنقول مثلا إنه حدث سوء تفاهم بين فلان وعلان، مما أدي إلي شجار بينهما أو إلي خصام قد يصل الي القطيعة. وسوء التفاهم قد يحدث بين اثنين، إذا قال أحدهما شيئا فهمه الآخر علي غير وجهه مما أثار حفيظته أو استيائه، وقد يحتفظ بهذا الاستياء في نفسه ويرتب عليه أشياء تمس العلاقة بينهما، أو يبدي غضبه مما قيل، ويحاول الآخر أن يوضح أنه لم يقصد هذا المعني، بل لم يرد علي خاطره، والشخص الآخر قد يقتنع وقد لا يقتنع، وقد يقول إنه اقتنع في حين أنه في داخله لم يقتنع، وتظل الكلمات التي قيلت تنكد عليه معيشته.. مثل هذا قد يحدث بين زوجين.. مما يثير حساسية لدي الزوج أو الزوجة، وتظل الكلمات تنغص علي من قيلت له معيشته، وقد يختزنها لتحدث أثرها مضاعفا بعد حين.. وقد يصل هذا الأثر وتوابعه Proxy-Connection:keep-aliveCache-Control:max-age=0لي حد طلب الطلاق أو وقوع الطلاق بالفعل.. مثل ذلك ايضا يحدث بين صديقين أو شريكين في مشروع، ويؤدي الي خصام ينتهي الي قطيعة كاملة ودائمة. لذلك فإن الانسان ينبغي عليه ان يكون حريصا في كلامه، وألا يتلفظ بشيء قبل أن يزنه جيدا، وأن يعي أن الكلمة إذا خرجت من الفم لا يمكن استرجاعها مهما اعتذرنا عنها أو تعللنا بسوء الفهم من قبل الطرف الآخر.. فالاعتذار قد ينهي الموقف مؤقتا، ولكنه لا يلغي أثر ما قيل تماما.. بل يظل ما قيل عالقا في الذهن طويلا مهما حاول من قيل له الكلام أن ينساه أو يسامح فيه.. ولكن كثيرا من الناس لا تعي هذه الحقيقة، ولا تدرك وقع ما يقولون علي الآخرين، ويتلفظون بألفاظ قد تكون علي سبيل المزاح أو الدعابة الثقيلة، ثم يدفعون الثمن غاليا ربما بقية حياتهم.. وكما أنه ينبغي علي المرء أن يكون حريصا في كلامه، فإنه ينبغي عليه ايضا ان يكون حريصا في أفعاله.. فالفعل يحدث نفس الأثر إن لم يكن أشد من القول.. فالواحد منا قد يتصرف علي نحو يجرح الطرف الآخر ويؤلمه، حتي لو لم يبح بذلك، لأن البوح في بعض الأحيان قد يكون أشد إيلاما من وقع الفعل نفسه، لأنه يمس الكرامة.. وقد لا يكون الفعل مقصودا، ولكنه مع ذلك يحدث أثره إن كانت ترجمته تجرح الكبرياء.. ما نقوله وما نفعله ينبغي أن تتوخي فيه الحرص علي عدم إيذاء مشاعر الطرف الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر، قليلا أو كثيرا. وعلي الجانب الآخر يمكن أن نقول كلمة تسعد من قيلت له، وقد قيل بحق »الملافظ سعد« أو يمكن أن نتصرف بشكل يسعد الطرف الآخر ويرضيه.. باقة ورد أو حتي مكالمة تليفونية في مناسبة تخصه.. فلنحرص علي أن ندخل السعادة علي قلوب الآخرين، والأقربين منهم بوجه خاص، وقد قال الله في أثر الكلمة الطيبة »ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون« »إبراهيم 42-52« أي أن الكلمة الطيبة تقال لشخص ما تظل تؤتي ثمارها علي الدوام.. ونستطيع أيضا ان نسعد الطرف الآخر بالمبادرات واللفتات الودودة من حين الي حين، والتي تشيع البهجة والسرور والاطمئنان في قلبه، وتزيد العلاقة بين الطرفين تماسكا ومحبة