قال تقرير خليجي صدر امس ان دول مجلس التعاون المرتبطة بمشروع الربط الكهربائي استفادت منذ اليوم الأول لتشغيل الرابط الكهربائي وبشكل يومي من المميزات التي وفرها لها الرابط والتي أسهمت وبشكل كبير في استقرار الشبكات المرتبطة. وأكد التقرير الذي أصدرته هيئة الربط الكهربائي الخليجي امس الاستفادة من الشبكة لأكثر من 150 حالة بلغت في بعض الحالات فقدان أكثر من 20 في المئة من طاقة التوليد في بعض الدول وبفضل الرابط الكهربائي الخليجي تم تقديم الدعم لهذه الدول ولم تضطر الي اللجوء لفصل الأحمال خلال تلك الحوادث. وكانت هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون بدأت في تشغيل المرحلة الأولي من الرابط الكهربائي الخليجي في يوليو من العام الماضي بربط شبكات أربع دول هي البحرين والسعودية وقطر والكويت والتي اصبحت حاليا متصلة ببعضها البعض من خلال خط ربط كهربائي مزدوج الدائرة جهد (400 ك ف) من محطة الزور بدولة الكويت وحتي محطة الدوحة الجنوبية بدولة قطر. وأشار التقرير الي دور هيئة الربط الكهربائي المتمثل في تمكين الدول المترابطة من تبادل وتجارة الطاقة عن طريق الرابط الكهربائي حيث يتم امداد دولة ما بالطاقة لمواجهة فقدان القدرة علي التوليد في الحالات الطارئة ويتم تعويض الدول المانحة للطاقة باعادة نفس الكمية من تلك الدولة وفي نفس الفترة. ويمكن لدولة ما أن تشتري الطاقة من دولة أخري بعد الاتفاق علي السعر وحجز السعة لنقلها عبر الرابط الكهربائي فيما قامت الهيئة بمساعدة الدول المترابطة لاعداد اتفاقية ثنائية تشجيعا لهم لعملية تبادل الطاقة في حال الحاجة لها. ولفت الي أن كمية الطاقة الممكن تبادلها تعتمد علي وضعية وجاهزية شبكة الدولة المستفيدة والمستقبلة للطاقة وهو ما تحرص الهيئة عليه بأن تكون شبكات الدول المترابطة مستقرة ومتوازنة من خلال الاتصال المستمر بين مراكز التحكم بالدول ومركز التحكم الرئيسي لشبكة الربط الخليجي الذي يتولي دعم شبكة الدولة التي تسجلا حملا كهربائيا مرتفعا بطاقة من شبكة دول مترابطة أخري. وقام مركز التحكم الرئيسي في شبكة الربط الكهربائي الخليجي بالتنسيق المباشر مع مراكز التحكم الوطنية في دول المرحلة الأولي من اجل المحافظة علي استقرار تردد الشبكة الخليجية المرتبطة وتأكيد ضرورة العمل علي خفض الطاقة المستوردة من الدول الأخري بأسرع وقت ممكن. وكانت المرحلة الثانية للمشروع انتهت عام 2006 برفع كفاءة شبكتي الكهرباء الداخلية للامارات وسلطنة عمان في حين بدأت المرحلة الثالثة بدخول دولة الامارات في نوفمبر 2008 وتتكون من جزأين. ويتضمن الجزء الأول ربط شبكة الامارات بالشبكة الرئيسية للهيئة عن طريق بناء محطة مفاتيح في السلع بدولة الامارات وخط هوائي بجهد (400 ك ف) يصل بين محطة سلوي بالسعودية ومحطة السلع وبلغت نسبة الانجاز الفعلي لهذه المرحلة حتي تاريخه 60 في المئة فيما يربط الجزء الثاني شبكة سلطنة عمان بالشبكة الرئيسية للهيئة ويتم حاليا تحديد نقاط الربط بينهما. يذكر أن هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي تأسست عام 2001 ضمن الاتفاقية الخليجية الاقتصادية الموحدة برأسمال قدره 407ر1 مليار دولار بهدف ربط شبكات الطاقة الكهربائية بين الدول الأعضاء عن طريق توفير الاستثمارات اللازمة لتبادل الطاقة الكهربائية لمواجهة فقدان القدرة علي التوليد في الحالات الطارئة. وتسعي الهيئة ومقرها مدينة الدمام شرقي السعودية الي تخفيض احتياطي التوليد بالأنظمة الكهربائية للدول الأعضاء وتحسين اعتمادية نظم الطاقة الكهربائية اقتصاديا في الدول الأعضاء وتوفير أسس تبادل وتجارة الطاقة الكهربائية بين الدول الأعضاء بما يخدم النواحي الاقتصادية ويدعم موثوقية الامداد الكهربائي ومتابعة التطور التقني العالمي في مجال الكهرباء