أصبح هناك جدل واسع حول مصير رفات جثة بن لادن، وذلك بعد قيام مجموعة من الهاكرز بتسريب رسائل بريد إلكتروني لجهاز تحليل استخباراتي ذكر أن "جثة زعيم القاعدة كانت قد أرسلت إلى الولاياتالمتحدة لحرقها". ووفقًا لما جاء في رسائل البريد الإلكتروني المسربة، فإن "زعيم القاعدة قد لقى مصرعه خلال الغارة التي شنتها فرقة القوات الخاصة السادسة التابعة للبحرية الأميركية على مخبأه في "أبوتاباد" في باكستان، وأنه قد تم نقلها إلى الولاياتالمتحدة، إذ تم حرقها هناك". وتزعم جماعة الهاكرز المعروفة باسم "آنونيموس" بأنها "حصلت على تلك الرسائل من مؤسسة "ستراتفور" وهي مؤسسة تتعامل مع التحليلات الاستخباراتية والتحليلات الجغرافية السياسية "الجيوبوليطيقية". وهي معروفة أيضًا باسم "ظل السي آي إيه". وكانت جماعة "آنونيموس" قد أعلنت الأسبوع الماضي عن "تمكنها من الإطلاع على ما يقرب من 2.7 مليون رسالة من المراسلات السرية للمؤسسة"، وقالت أيضًا إن "هذه المراسلات يمكن أن تكشف عن عدد من الجرائم ومرتكبيها". وقالت مجموعة الهاكرز إن "مؤسسة "ستراتفور" التي تتخذ من مدينة "أوستن" عاصمة ولاية تكساس مقرًا لها، وهي مؤسسة "استخباراتية"، لم تكن تعرف شيئًا في مجال تأمين بياناتها". وكانت الإدارة الأميركية قد ذكرت بعد مقتل بن لادن في باكستان أنها قامت "بدفن الجثة في عرض البحر من فوق حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس" كارل فينسون، وفقًا للطقوس الإسلامية". ولكن مجموعة من رسائل البريد الإلكترونية التي وصلت إلى "ويكيليكس" بأن "نائب رئيس المؤسسة الاستخباراتية فريد بورتون قال إنه "يشكك في رواية البيت الأبيض حول مصير جثة بن لادن"، وأكد أن "الجثة تم نقلها إلى ديلاوار شمال شرقي الولاياتالمتحدة على متن طائرة تابعة للاستخبارات الأميركية ال "سي آي إيه" ومنها إلى معهد القوات المسلحة للباثولوجيا "علم الأمراض" في بيثيسادا في ولاية ميريلاند". ومن شأن هذه المزاعم أن "تزيد من حدة نظريات المؤامرة"، لاسيما وأن معهد الباثولوجيا التابع للقوات المسلحة، والذي أشار إليه بورتون في رسالته، كان قد أغلق أبوابه في ال 15 من أيلول/ سبتمبر في العام 2011 ولمدة أربعة أشهر بعد مقتل بن لادن. وفي رسالة أخرى قال بورتون "لو أن الجثة قد ألقيت في عرض البحر، وهو أمر أشك فيه ، فإن الأمر يشبه ما حدث للنازي أدولف إتشمان "مهندس الهولوكوست". وقد علق رئيس ستراتفور على ذلك بقوله إنه "لا وجه للشبه بين الحالتين". يذكر أن "أدولف إتشمان كان قد ألقي القبض عليه في العام 1945 على يد القوات الأميركية، وهرب إلى إيطاليا، ثم غادرها إلى الأرجنتين، وهناك عاش سنوات حتى قام عميل للمخابرات الإسرائيلية الموساد بأسره في العام 1960، وتمت محاكمته في إسرائيل العام 1962 بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتم شنقه وحرق جثته، وألقي رمادها في عرض البحر الأبيض المتوسط".\ وجاء في بيان أصدرته مؤسسة "ستراتفور" في ال 27 من شباط/فبراير أن "مجموعة من اللصوص قاموا بالوصول إلى أنظمة المعلومات الخاصة بالمؤسسة، واستولوا على عدد كبير من رسائل البريد الإلكتروني وبعض البيانات الخاصة بقراء المؤسسة والعاملين فيها، وذكر البيان أيضًا أن "هذه الرسائل المسروقة سيتم نشرها بالتأكيد على موقع "ويكيليكس"، وأعربت عن "أسفها لذلك"، واعتبرته "عملًا غير مشروع واعتداء على الخصوصية". وقالت إن "بعض الرسائل قد يكون صحيحًا، وقد يتم تزوير بعضها، أو إدخال تعديلات عليها بهدف الترويج لمعلومات غير صحيحة". وذكرت تقارير صحافية أن "عضوًا في أحد فروع مجموعة الهاكرز قد تم إلقاء القبض عليه على يد مكتب التحقيقات الفيدرالية".