نجا رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت من موت مُحقّق عقب اندلاع حريق ضخم بمقرّ إقامته بحي "العمارات" في جوبا. وحسب صحيفة "الانتباهة" الصادرة بالخرطوم اليوم السبت، أكّدت السلطات التي سارعت بمعاونة حرس سلفاكير إلى نقل الرئيس إلى مقر آمن ، وتَمّ فتح تحقيق رسمي في الحادثة. وقالت المصادر في تصريحات أولية: إن الحريق اندلع بمكتب الرئيس الملحق بمقر إقامته في تمام الثامنة مساء الخميس الماضي، ولفتت إلى أنّ التحقيقات الأولية تشير إلى تسبب "سيجارة" أحد الحراس في الحريق، فيما ذكرت مصادر أخرى أنه وقع بسبب تماس كهربائي. ونوهّت إلى عدم وقوع إصابات أو وفيات في الحادثة، في وقتٍ سحبت فيه فرقة الأمن الرئاسي الخاصة بالرئيس سلفاكير الدبابات وعربات الحراسة والمدافع وأجهزة للقناصة المنصوبة على مقر إقامته وأخْلَت مخزنًا للسلاح ونقلت براميل للوقود لخارج نطاق المنزل. ومن جهتهم، ذكر شهود عيان للصحيفة عبر الهاتف أنّ الحريق وقع جراء تماس كهربائي بعد اشتداد الضغط على أجهزة التوليد الكهربائية الملحقة بمنزل الرئيس. وتسبب لحريق في إتلاف أوراق ومسودات ووثائق سرية للغاية، وقضى بصفة واسعة على كل محتويات المكتب وأجهزة حاسوب خاصة بسلفاكير وانتقل لأجزاء واسعة من المنزل والمنازل المجاورة بينما بذلت فرقة الدفاع المدني بمطار جوبا مجهودات جبارة لمحاصرة النيران ومنعها من القضاء على بقية المنزل. وعلى صعيد الحادثة، لم يستبعد المحلل السياسي ديفيد شان أن تكون هناك أيادٍ خفية وراء الحادث، منوِهًا إلى أنه شاهد بنفسه الحريق وقال: "حضرنا ووجدنا ألسنة اللهب تتصاعد، وعلمنا لاحقًا أن الرئيس وأسرته غادروا المنزل". ورأى شان أنّ الحادثة تحمل كثيرًا من علامات الاستفهام، ولا يستبعد أن تكون مدبرة، ومضي قائلاً: "اغتيال سلفاكير صعب لحدّ بعيد، لكن تدبير محاولة لقتله بهذا الحريق قد تكون واقعية".