نفى رئيس اللجنة العليا للانتخابات المصرية، المستشار عبد المعز إبراهيم، مدّ فترة التصويت ليوم ثالث، إلا بصدور مرسوم من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مؤكدًا إعلان نتائج المرحلة الأولى مساء الأربعاء، فيما جماعة أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانًا توجهت فيه بالشكر، لكل من أدلى بصوته لحزب الحرية والعدالة، واصفة هذا اليوم ب "التاريخي" في حياة جميع المصريين. وأضاف إبراهيم خلال مؤتمر صحافي، عقده بمقر الهيئة العامة للاستعلامات، الثلاثاء، أن قوات الجيش والشرطة نجحت في تأمين الانتخابات في المرحلة الأولى في 9 محافظات، كما أن الشكوى الخاصة بقيام أمن شرطة بتزوير في دائرة أرمنت بالأقصر، ثبت من التحريات أنه مواطن عادي انتحل صفة أمين شرطة، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض الأميركي أشاد بالانتخابات المصرية. ونفى رئيس اللجنة العليا للانتخابات المصرية، وجود أية انتهاكات خلال اجراء العملية الانتخابية، داعيًا إلى تحديد ماهية "الانتهاكات" إلا أنه عاد وقال "لو حدثت انتهاكات ما فإنها تعد جرائم يحاكم عليها قانون العقوبات". وحول الأوراق التي دخلت صناديق الاقتراع دون أن تُختم بختم اللجنة، قال عبدالمعز "إن الأوراق التي لم تُختم بختم القاضي أو توقيعه لن يُعتد بها وسيتم استبعادها، فالقاضي الموجود في اللجنة هو نفسه الذي يقوم بعملية الفرز". وردًا على سؤال البلاغات التي قُدمت ضد حزب "الحرية والعدالة" بشأن وقوع بعض التجاوزات منه خلال العملية الانتخابية، قال المستشار المصري "إن كل البلاغات التي وصلتنا كانت تتضمن جرائم وسيعاقب عليها طبقًا لقانون مباشرة الحقوق السياسية، وتم احالتها إلى النيابة العامة لأنها تُعد جهة التحقيق". وحذر قضاة من المشاركين في الإشراف على الانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر، منذ الاثنين، من إمكانية "وجود تلاعب في الصناديق بسبب إجراء الانتخابات على يومين"، وقال قاض في مجلس الدولة رفض ذكر اسمه في تصريحات صحافية، إن "الجيش قرر أن يرسل لنا سيارات تاكسي لتنقلنا من مقر اللجنة الانتخابية إلى مقر لجنة الفرز، وهو ما يعني أن الصناديق لن تكون معنا، لأن التاكسي لا يسع صناديق اللجنة، وبالتالي سيتم نقل الصناديق بواسطة الشرطة والجيش، وبعدها سنذهب نحن بمفردنا إلى مقر لجنة الفرز، وهو ما يعني أن الصناديق ستغيب عن أعيننا لمدة ساعة". من جانبه، أكد رئيس لجنة الدائرة السادسة في القاهرة، القاضي عبد الرحمن حزين، ل"العرب اليوم": من حق القاضي رئيس اللجنة أن يمنع أي فرد من دخول اللجنة حتى المراقبين التابعين للجنة العليا للانتخابات، ومن كان يحرص على عدم دخوله اللجنة فقط، هو من يوجه الناخبين أو من يشكك في مصداقية اللجنة، مشيرًا إلى أنه من غير الطبيعي أن يكون شكك في اللجنة الانتخابية وفي الوقت نفسه "مطمئن وأنا على منصة القضاء". وعن نسبة الاقبال في اللجنة التي يرأسها، قال القاضي عبد الرحمن حزين إن "نسبة الاقبال الاثنين كانت غير مسبوقة من جميع الفئات، ومنطقة مثل الزمالك ناخبيها لديهم وعي انتخابي ومحديين لمن سيعطوا صوتهم"، موضحًا أن الفرز سيبدأ فور انتهاء فترة التصويت مباشرة، وسيستمر الفرز حتى اعلان النتيجة ولا يوجد حد أقصى لاعلانها". وقد تلقت غرفة العمليات المركزية بوحدة دعم الانتخابات بالمجلس بلاغين، أحدهما أول من نوعه يتعلق بوجود تصويت جماعي في عدد من اللجان الفرعية بدائرة بورسعيد الانتخابية، والثاني حول استمرار غلق بعض مقار الاقتراع في القاهرة. وجاء أحد البلاغين الموثقين، في مدرسة النصر الابتدائية الواقعة بشارع الجلاء منطقة العبور بحى بور فؤاد محافظة بورسعيد، حيث تلقت الغرفة بلاغًا من وكيل مرشح يتضرر فيه من قيام الناخبين بالإدلاء بأصواتهم بشكل جماعي في اللجان الفرعية رقم 13 - 14 - 15 - 16- 17 - 18 - 19. وأشار تقرير لمؤسسة "عالم واحد" للتنمية، إلى أنه رغم غلق بعض اللجان في عدد من الدوائر إلا أن الناخب المصري أصر على الصمود لساعات طويلة من أجل الادلاء بصوته، هذا الاصرار يقابله اصرار من اللجة العليا المشرفة على الانتخابات، في عدم التدخل السريع وتحمل مسؤوليتها المقررة لها طبقًا للقانون من أجل فتح هذه اللجان. وشهدت لجان مصر الجديدة، الثلاثاء، تواجدًا أمنيًا مكثفًا من قوات الأمن والقوات المسلحة، لفرض الحالة الأمنية التي كانت موجودة الاثنين، وهو ما كان محل إشادة من المواطنين، وبخاصة مع التعاون الكبير من قوات الأمن الموجودة في اللجان لمساعدة المواطنين إلى جانب الشباب المتواجدين لمساعدتهم أيضًا، بينما شهدت بعض اللجان ازدحامًا يوصف بأنه أقل من الاثنين، وبعض اللجان الأخرى في مدينة نصر شهدت إقبالاً ضعيفًا من الناخبين. وأعرب بعض الناخبين عن آمالهم في مستقبل أفضل لمصر، بغض النظر عن الحزب الذي يفوز، داعين إلى استقرار البلاد ونهضتها رغبة منهم في مستقبل أفضل لأبنائهم، فيما وصف البعض هذه الانتخابات بأنها أولى الخطوات نحو الديمقراطية في مصر، لأنها "أول انتخابات حقيقة في مصر منذ سنوات". كما رصدت مؤسسة "عالم واحد" بداية حوادث عنف في عدد من اللجان الانتخابية، مثل مدرسة فؤاد جلال الإعدادية الدائرة الثامنة في مصر القديمة لجان 482-481 في محافظة القاهرة، حيث تم إيقاف عملية التصويت من قبل رئيس اللجنة، وذلك لنشوب مشاداة بين مندوب حزب "الحرية والعدالة" ورئيس اللجنة الذي أصر على الدخول بدون توكيل عام من الحزب بالتواجد داخل اللجنة، مما أدى إلى استدعاء قوات الشرطة، وكذلك في مدرسة المعادى الثانوية العسكرية دائرة حلوان محافظة القاهرة، رصد مراقبو الحملة حدوث مشاجرة بين أنصار مرشحي الكتلة المصرية وأنصار حزب "الحرية والعدالة" بسبب قيام مرشحي الحرية والعدالة بالتأثير على الناخبين. من ناحية أخرى، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانًا توجهوا فيه بالشكر، لكل من أدلى بصوته لحزب الحرية والعدالة، واصفة هذا اليوم ب "التاريخي" في حياة جميع المصريين. وقالت الجماعة في بيانها "يا شعب مصر العظيم.. آثرنا أن نخاطبك قبل أن تظهر النتائج، لكي نقدم لك جزيل الشكر والتقدير على موقفك في صناعة يوم تاريخي ولحظة فاصلة في حياتنا جميعًا كمصريين، بالإقبال الشديد غير المسبوق والمنقطع النظير في تاريخ مصر كله" . وأضاف البيان ذاته، أن مشاركة المصريين في الانتخبات تصنع مستقبلا زاهرا لهم ولأجيالهم في ظلال الحرية والكرامة والسيادة والديمقراطية والعدالة والنهضة، وإننا نقدم لك هذا الشكر إنما نقدمه لك على هذا الأداء الحضاري المتميز والإدلاء بصوتك في هذه الانتخابات بغض النظر عن النتيجة، لأننا نحترم إرادتك ونرضى باختيارك، أيًا كان، لأن هذا مقتضى الديمقراطية التي ندعو إليها ونلتزم بها، كما نتقدم بالشكر إلى كل من أسهم في إنجاح العملية الانتخابية إدارة وتأمينا" . وأكد بيان الجماعة على أن المشهد الذي تجلى في الحشود المتدفقة على لجان الانتخابات الاثنين والثلاثاء له دلالات كبيرة وهي "أن الحرية هي الحياة وأنها تفجر في الإنسان أنبل وأعظم ما به من خصائص وخصال، وأن الديكتاتورية تدفن هذه الخصال وتطلق في الإنسان أسوأ غرائزه" مشيرًا إلى أن الشعب المصري ليس "شعبا خانعا ولا سلبيا مثلما كان يشيعه الأفاكون، ولكنه شعب إيجابي حر واع كريم". وذكرت الجماعة في بيانها أن هناك حملات إعلامية وصفتها بالظالمة تمارس ضدها، مستشهدة بتقرير لمجلة فورين بولسي قال إن "هناك حالة هياج سياسي في الإعلام المصري ضد جماعة الإخوان المسلمين، ودعوتنا لإخواننا المصريين ألا يتأثروا بهذه الدعاية المغرضة، وأن يعرضوا الأخبار والآراء على عقولهم وقلوبهم فنحن نثق في ذكائكم واستقامة فطرتكم ومعرفتكم بالحقائق التي تكشف الأكاذيب".