ما بين ابتسامة غائرة وفلاشات الأضواء وضجيج الشهرة، إلى الانعزال وحيدًا تنهشه الكآبة ويقتله الحزن والضيق وإدمان المخدرات، لطالما كانت تلك العبارة هي ملخص الأيام الأخيرة لكثير من المشاهير والنجوم بالعالم ليفاجأ معجبوهم بنهاية مأساوية لأبطالهم الأسطوريين. وبعيدًا عما تظهر به هذه الشخصيات بابتسامتها العريضة على شاشات التليفزيون وعيون المعجبين التي لا تكف عن التحديق بهم وإغراءات الشهرة والمال والأضواء، إلا أن الانتحار يأتي في مقدمة وسائلهم للتخلص من الحياة، بعضها بسبب أزمات نفسية يمر بها الممثل مرورًا بحالات من الاكتئاب والإصابة بداء الشهرة وعدم قدرتهم على استمرار حياتهم بشكل طبيعي كباقي الأشخاص.
تعددت الأسماء لكن النهاية واحدة، فكان آخر خبر سمعه العالم اليوم هو موت الممثل الأمريكي الكوميدي "روبين ويليامز" في منزله بولاية كاليفورنيا عن عمر يناهز 63 عاما صباح اليوم 12 من شهر أغسطس الجاري، وسط الاشتباه بأنه قد مات منتحرًا والذي اشتهر بالأعمال الكوميدية والدرامية أيضًا بعد معاناة حادة مع حالة الاكتئاب في الفترة الأخيرة قبل موته، بعد خضوعه لرحلة إعادة التأهيل للعلاج من الإدمان.
ومنها إلى مارلين مونرو الممثلة الأجنبية الشهيرة، حيث أصيب من آخر فترات حياتها بقلق واكتئاب مستمر ليكون بعد أيام من إعلان حالة اكتئابها إلى أن صعق المجتمع الأمريكي بخبر انتحارها وهي في أوج شهرتها السينمائية عن طريق التهام كمية كبيرة من الحبوب المنومة.
لم تختلف القصة كثيرًا فمثلما حدث للسندريلا سعاد حسني، بعدما انتحرت من أعلى أحد فنادق لندن بعد صراع مع الاكتئاب عن عمر يناهز 54 عامًا فظل الغموض سيد الموقف على هذه الواقعة، منهم من قال انتحارًا، ومنهم من يقول إن أحدًا هو من دفعها من أعلى الشرفة لتكون حادثة قتل وليست انتحارًا.
أما في عام 1987 فانتحرت المطربة العالمية المصرية داليدا بعد تعرضها لحالة من الاكتئاب الشديد أيضًا، حيث قامت بالانتحار عن طريق قطع شرايين يدها لتصفية دمها ووجد بجوار جثتها حين تم اكتشاف الأمر ورقة بخط يدها مكتوب عليها "الحياة لا تحتمل سامحوني".
ومن الانتحار لتعاطي المخدرات ونهاياته المأساوية التي راح ضحيتها عدد من النجوم والنجمات، حيث شهد الوسط الفني المصري على مدار سنوات متعددة حوادث مماثلة لنجوم اعتادوا تعاطي المخدرات ليقضوا بها على شهرتهم التي طالما يحلمون بها، فكان آخرها الفنان الراحل سعيد صالح الذي اتخذ من المخدرات طريقًا لتقف هي أمام شهرته، حيث دخل السجن على إثرها ليقرر أن يقلع عنها نهائيًا، ولكن بعد تراجع مستواه الفني بشكل ملحوظ ليقع في صراع آخر مع المرض الخبيث، ليلقى مصرعه منذ أيام قليلة، لتقضي بذلك المخدرات على حياة الشهرة والتوهج الذي كان يعيشه.
كما هو الحال مع الفنانة نهى العمروسي، انضمت إلى قائمة المشاهير في تعاطي المخدرات، حيث قامت قوت الشرطة بالقبض عليها في "جاليري" بمنطقة الزمالك بتهمة تعاطي "الهيروين" وكميات كبيرة من الحشيش والكوكايين، ليتم حبسها إثر هذه القضية 15 يومًا حتى ثبوت عدم صحة الأمر عن طريق التحقيقات التي أجرتها النيابة.
فيما كان الفنان أحمد عزمي هو الآخر أحد أفراد الوسط الذي تم اتهامه بتهمة تعاطي المخدرات، حيث ضبط بمدينة شرم الشيخ بحوزته كمية كبيرة من سجائر الحشيش وحبوب الترامادول منذ عدة أشهر ليقف خلف القضبان أكثر من 15 يومًا تحت ذمة تحقيقات هذه القضية لتقضي هو الأخرى على حياته الفنية بشكل مؤقت.
ولم تتخلص الفنانة دينا الشربيني هي الأخري من تهمة تعاطي المخدرات، حيث كانت هي آخر من انضم إلى سجل المضبوطين، وقد أمرت نيابة وسط القاهرة بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات بعد القبض عليها مع عاطل داخل شقته في منطقة الزمالك وبصحبتهما مواد مخدرة وأسلحة آلية وبعض الأموال.
وبرغم إنكار الشربيني أي صلة لها بالمتهم، إلا أنها اعترفت باعتيادها شراء «كوكايين» منه لعدة مرات، لهذا وجهت لها النيابة تهمة تعاطي المواد المخدرة وأمرت بحبسها على ذمة التحقيقات.
وكانت أيضًا الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب مازالت في الذاكرة، فبعد أن وصلت ماجدة لقمة تألقها الفني، اضطرت للهرب خارج مصر بعد صدور حكم بسجنها في قضية تعاطي مخدرات، لتقرر لاحقًا العودة وتنفيذ العقوبة، وتخرج من السجن بعد فترة من الزمن، وتعود للتمثيل بشكل ضعيف.
الأمر ذاته راح ضحيته المطرب الراحل عماد عبدالحليم الذي اعتبره الكثيرون خليفة للعندليب، والذي انتهت حياته على أيدي حقنة هيروين واكتشف فيما بعد إدمانه للمخدرات.