اعتاد المجتمع المصرى كل فترة على خروج فتوى جديدة تحمل معها الضحك والبكاء، تثير جدلا واسعا فى المجتمع، وتزيد الرأى العام اندهاشا وتعجبا، وأثارت الفتوى الأخيرة للدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، المشهور، التي أجاز فيها معاشرة الزوجة المستحاضة، جدلا واسعا في الشارع المصري، وبين المتخصصين. نبض الشارع
بداية قال محمد جبريل (42 عاما – متزوج)، إن الشيخ ياسر برهامى يحلل ما جاء على هواه، ويحرم ما كان على مزاجه، وهو لا يفقه شيئا عن الدين . ويتساءل: أين هو دور الأزهر لماذا يتركون عقول الخراب تدمر فى أصول الدين؟ .
وتابع مصطفى محمود (28 عاما – متزوج) "مع عدم اقتناعى بالدكتور ياسر برهامى، وعدم حبى له، لكن الفتوى قد تكون سليمة، لأن الاستحاضة غير الحيض الذى نهانا الله تعالى عنه".
وأضاف أيمن مجدى (33 عاما – متزوج) : "اتقى الله يادكتور ياسر، هل تحلل ماحرمه الله . حسبنا الله ونعم الوكيل" .
وعلقت ميادة أحمد (28عاما – متزوجة) :"لا أدرى إن كانت تلك الفتوى صحيحة أم لا، لكن يجب على دار الإفتاء أن تجيب علينا، وتأخذ دورها، ويجب على الأزهر أن يقوم بدوره، ولا يترك المجال فى الفتوى لغير أهله".
وطالبت سمر عابدين( 33 سنة – متزوجة) ، بوقف تلك الفتاوى، لأنها تؤدى إلى دمار العلاقات الزوجية، وانهيار الأخلاقيات فى المجتمع، لافتة إلى أن هذه الفتوى لا تتحملها المرأة وانتهاك لمشاعرها وإنسانيتها .
الرأى الطبى :
وعن الرأى الطبي قالت الدكتورة أميرة صابر عبدالفتاح استشارى النساء والتوليد، إن هناك مخاطر صحية قد تقع على الزوجة أثناء معاشرتها فى الاستحاضة، حيث يحدث هجرة لخلايا الرحم، وانتقال للدم من الرخم لأنابيب قناة فالوب ومنها إلى الأمعاء، ويؤدى هذا إلى التصاقات الأمعاء بالمبيضين، لافتة إلى أن حوض المرأة في هذه الحالة يصبح مثل قطعة الثلج، ما يؤدى ذلك إلى العقم المستديم، وآلام مستمرة طوال الشهر وتزيد تلك الآلام أثناء الدورة الشهرية .
الرأى الفقهى :
بينما قال الشيخ سيد زايد ضو لجنة الفتوى، إنه بالنسبة لمعاشرة الزوجة المستحاضة فقد ذهب بعض من العلماء إلى أنه لا مانع من ذلك، فيجوز للرجل معاشرة زوجته إذا أنقذت الزوجة حيضتها، حيث أن دم الاستحاضة يكون نتيجة هرمونات ودم زائد على فترة الحيض، يأتى لتغيير الهرمونات أو نتيجة لأسباب نفسية " فرح أو حزن ".
وتابع:"فقد روى أن السيدة أم سلمة رضى الله عنها وأرضاها كانت تعتكف مع النبى صلى الله عيه وسلم فنزل عليها دم الاستحاضة فتطهرت وتوضأت وأكملت اعتكافها وصيامها وقيامها".
وأضاف الشيخ سيد زايد، أن هناك بعضا من العلماء قال لا يجوز معاشرة الزوج زوجته أثناء الاستحاضة، حيث أنهم قالوا إن نزول الدم قد يترتب عليه انتقال العدوى أو انتقال الفيروسات من الزوجة إلى الزوج، ومراعاة لحالة الزوجة النفسية لتهتك بعض من الشرايين لنزول الدم، وهذا من باب المروءة والتعفف وليس من باب التحريم .
وأوضح الشيخ سيد زايد، أنه يجب على الزوج شرعا عدم معاشرة زوجته أثناء المحيض، لقول الله تعالى ( يسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ) ، فلا يجامعها زوجها ما دامت فى المحيض .