المفاجأة التى حملتها مبادرة الرئيس السيسى بالتبرع بنصف أملاكه ونصف ثروته لمصر، لاقت ترحيبًا من عدد من رجال الأعمال.

رجل الأعمال المعروف محمد أبو العينين قال ل«التحرير»: «إن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى مقبولة، وهو بذلك سيكون قدوة لجميع المصريين، حيث إنه قدم نصف ما يمتلكه من راتبه إلى الدولة، كما أعلن عن تخليه عن نصف ثروته من أجل المصريين، رغم أنه موظف راتبه محدود».

أبو العينين أضاف «على كل وطنى أن يعظم المبادرة بمختلف صورها، وأن يشارك فيها، سواء بتقديم التبرعات أو المشروعات أو توفير العمالة وفتح فرص عمل جديدة وكل ما يتعلق بالتنمية الشاملة، فهى أشياء بحاجة إلى دفعة من رجال الأعمال، كما أنها بحاجة إلى عطاء المصريين المقيمين فى الخارج، بالإضافة إلى دور المستثمرين، وأن يبادر رجال الأعمال، سواء بتقديم دفات نقدية أو غير نقدية».

وتابع «لا بد أن يتحرك المصريون فى الخارج بوضع الأموال فى بنوك مصرية بدون الحصول على فوائد»، مشيرًا إلى أنه سيجلس مع عدد من رجال الأعمال وسيتم الإعلان عن مفاجأة قريبة، لافتا إلى أن السيسى يجب أن يكون قدوة بعدما قرر أن يبدأ بنفسه، وهى رسالة واضحة للمصريين.

رجل الأعمال صلاح دياب أشاد بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسى، وقال «إنه يضرب المثل لكل المصريين وعلى كل شخص أن يتحرك من موقعه ومجاله والتضحية بشىء، كلٌّ حسب قدرته» مشيرًا إلى أن إعلان السيسى عن تخليه عن جزء كبير من دخله يحوله إلى قدوة لكل المصريين، مستدركًا «الاستثناء الوحيد الذى لا بد منه هو أصحاب الخبرات وعدم إلزامهم بالحد الأقصى للأجور، لأنهم يمثلون قيمة دولية، وحتى لا يبحثوا عن مكان آخر يُعامَلون فيه بطريقة أفضل».

دياب وصف مبادرة السيسى ب«العظيمة»، لكن لا بد أن تكون اختيارًا لا إجبارًا، وعلى المؤمن بها أن يفعل ما يراه مناسبًا، مشيرًا إلى أن «البنوك المصرية تدار من شخصيات لديها خبرات عالية، ولديهم فرص فى الحصول على راتب دولى ولا يجب أن تهرب هذه الخبرات أو نفقدها بسبب الحد الأقصى للأجور».

وحول ما يمكن أن يقدمه صلاح دياب للدولة قال «أفعل ذلك بينى وبين ربى، وأتحدث بوضوح شديد: لا يمكن أن أتحدث عن مبادرة، لكن كل ما يمكن أن أقوله إن مبادرة السيسى محترمة، لكن يجب أن تكون اختيارًا ولا يمكن أن تكون مبادرتى عبارة عن (رقم)».

رجل الأعمال سميح ساويرس رئيس شركة «أوراسكوم القابضة للتنمية» رحب أيضا بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى وقال «هذا شعور وطنى نبيل لا بد أن يقتدى به جميع رجال الأعمال المصريين وأولهم عائلة ساويرس» وأكد سميح أنه على أتم استعداد للتبرع من أجل نهضة مصر وتطوير مشروعات التعليم والصحة والإسكان، البنية التحتية، وأوضح أن مشروعات التعليم فى الولايات المتحدة بكل ما فيها من أجهزة حديثة وجامعات على الطراز العالمى، كلها من تبرعات رجال الأعمال.

ساويرس أفاد «التحرير»: ب«أنه سيقترح على رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، خلال لقائه المقرر معه الأسبوع المقبل تبنى مبادرة تشمل جميع رجال الأعمال المصريين لإنشاء مؤسسة خيرية يتم من خلالها جمع كم من التبرعات لتنمية الصعيد وسيناء والقرى الأكثر فقرًا وتشكيل لجنة خاصة لتولى مشروعات تطوير التعليم والصحة وخدمة القطاعات الأكثر فقرًا».

وأوضح أن عددًا كبيرًا من رجال الأعمال يمتنعون عن التبرع لصالح الدولة، على خلاف دول أوروبا، وذلك على الرغم من أن العائد الربحى للمشروعات فى مصر كبير مقارنة بتلك الدول التى قد يتبرع المستثمر فيها بنصف ثروته أو أكثر لصالح الدولة.

ساويرس أكد أن دور الدولة خلال الفترة المقبلة لا بد أن ينصب على الفقراء والطبقة الوسطى، لأنها عانت كثيرًا خلال السنوات الماضية، موضحًا «المبلغ الذى تنفقه الدولة من أجل إنشاء صالة رابعة لكبار الزوار فى مطار القاهرة، يمكن استغلاله لإنشاء أكثر من 50 مدرسة فى الريف، لأن هناك أطفالا يسيرون أكثر من 10 كيلومترات إلى المدرسة يوميا».

رجل الأعمال الشهير اعتبر أن البسطاء فى مصر لا يستفيدون من الدعم وأن الفقير لم يحصل على 1% من الدعم، مطالبًا برفع الدعم واستبدال دعم مادى به ليصل إلى مستحقيه، وأوضح «لا أحد يختلف على دعم الدولة للفقراء، ولكن اعتراضنا أنه لا يصل إلى مستحقيه».