ايجي برس- نرمين مجدي لم يعرف المصرى القديم فى بداية العصر الفرعونى المعنى الحقيقى للعدو ولم يكن لديه الجيش الكامل المسلح،عاش المصرى وقتها فقط للعلم والعبادة والبناء وبالفعل بنى الأهرامات بداية من عام 2800 ق.م كما عرف الطب والفن (الغناء والموسيقى والرقص) والرسم والنحت وبرع بالتأكيد فى الهندسة وتفرغ لعبادة إلهه فلم يكن يشغله هم أو قلق فقط الإستمتاع بالحياة فى مصر الجميلة،وإستمر هذا المجتمع المتحضر إلى أن فجأة فى عام 1750ق.م غزا مصر شعب إسمه الهكسوس،وجلس على عرش مصر حاكم هكسوسي بإسم عبري لما يقرب من 200 سنة، 200 سنة لنتعلم كيف نبني جيشا ونسترجع مصرنا، وقد بني هذا الجيش فى طيبة(الأقصر) وصنع السلاح أيضا هناك وبدأت المقاومة من هناك،إلى أن حسمها الملك أحمس وطرد الهكسوس من مصر وتعقبهم إلى البوابة الشرقية لمصر (رفح)، وتعلم المصرى القديم وقتها لأول مرة معنى العدو،وأن الأمان فى وجود جيش قوي وحاكم محارب وتوالى الفراعنة المحاربين أمنحتب وتحتمس ورمسيس وجميعهم محاربين مازالنا نرى على جدران المعابد فى الأقصر كيف كرس هؤلاء الملوك حياتهم لمجد مصر،وإستمر الحال من ملك لملك ومن محارب لمحارب يحمون الحدود ويهزمون كل من تسول له نفسه الهجوم على مصر الجميلة،إلى أن نجح رجال الدين آنذاك عام 900 ق.م فى الإنفصال بمصر العليا (الصعيد) وسط تأييد شعبى كبير فهم كهنة الإله الذين لا يعصوه وسيتقون ربهم فى شعب مصر كما كانوا يزعمون، وجلس أحدهم على عرش مصر ولقب بالفرعون ولآح فى الأفق ملامح الحكم المدنى ولكن سرعان ماكان الفشل فى إنتظارهم وبدلا من الإعتراف بالفشل وإرجاع الأمور إلى نصابها للفرعون الأصلى فى الشمال فقد قادهم الحقد والغل والكره إلى تسليم البلاد إلى العدو الجنوبى النوبى وقتها فإستدعوا ملك النوبة وسلموه مصر بأيديهم،وفى هذه المرة سقطت البلاد ولم تستطع إستعادة مجدها لقرون طويلة توالى عليها الليبيين والنوبيين والأثيوبيين والفرس الذين إستباحوا كل شىء وسرقوا الكنوز وحرقوا المدن ودمروا المعابد واليونان والرومان اللذان عاملا شعب مصر كالعبيد وكانت مصر وقتها صومعة قمح لروما،ومصر لاتزال بلا جيش وحتى خلال الحكم الإسلامى لمصر لم يكن هناك شئ إسمه جيش مصرى إلا عندما لآح فى الأفق الخطر الصليبى فى عهد السلطان صلاح الدين الأيوبى فحاربهم فى حطين بجيش أغلبه مصريين عام 1187 م وأيضا مع السلطان قطز فى حربه ضد التتار عام 1260م فى عين جالوت، ولكن الجيش الحقيقى بدأ إنشائه فى عهد والى مصر محمد على باشا عندما أنشأ مدرسة الحربية فى أسوان عام 1815 م ومصانع السلاح والترسانة البحرية،وأصبح لمصر جيش يحميها بعد أكثر من 2500 سنة من الإنهيار، وحتى الأن لم ينسى المستعمر حلمه،لم ينسى الصليبيون (فرنسا،إنجلترا، ألمانيا)حلم إستعمار مصر،لم ينسى الفرس (إيران)حلم إستعمار مصر،ولم ينسى الهكسوس(العدو الأزلي الشرقى)حلم إحتلال مصر،ومازال التاريخ يعيد نفسه،فآه ياوطنى يا من كتب على جبينك حكم المحاربين لأن قدرك أن تظل حلم المستعمرين منذ الأف السنين.