دبي، الإمارات العربية المتحدة 27 يوليو2013: أجمع المشاركون في مجلس نادي دبي للصحافة الرمضاني أن القائد الراحل المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان قد زرع خلال مسيرته قيم العمل والعلم في الإنسان الإماراتي. جاء ذلك خلال المجلس الحواري بعنوان" زايد الإنسان... منهج رجل... وسيرة وطن" بمناسبة تسمية يوم رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بيوم العمل الإنساني الإماراتي" والذي سيصادف 19 رمضان من كل عام. أدار الحوار الإعلامي محمد نجيب مدير قناة أبوظبي الرياضية، وتحدث فيه كل من زكي نسيبة المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة، والمستشار الإعلامي محمد القدسي، وأحمد محمد المنصوري نائب مدير عام الإذاعة والتلفزيون لشؤون الإذاعة الأسبق، وضرار بالهول مدير برنامج وطني.
واستعرض الحضور جانباً من مسيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في بناء الدولة، وكيف تحرك بها من نجاح إلى آخر، بفضل إدارته الحكيمة، وكيف أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة في مصاف دول العالم المتقدمة من حيث قوة اقتصادها وارتفاع مستوى المعيشة لمواطنيها. و قدم المشاركون روايات عصاروها حول دور الراحل زايد في مؤازرة المحتاجين، وكيف امتدت يداه البيضاء لتترك بصمات الخير شرقا وغرباً، وأبرز محطات العمل الإنساني في هذه المسيرة الحافلة بالعطاء.
وقال مدير الحوار محمد نجيب أن مع رحيل زايد بكى التاريخ، وأن زايد وإن رحل بجسده إلا أنه مازال يسكن هذا الوطن ويسكن قلوب هذا الشعب، ومازال موجودا بحكمته، وقد استعرض المتحدثون مشاهد من تجاربهم حركت وجدان الحضور" قالوا أن زايد رحل عن عنا من تسع سنوات ومازالت كلمة الله يرحم زايد دائما على
البال، واصفين إياه بالقائد التاريخي، كإنسان عظمت صفاته و كزعيم للإنسانية فعلا كما وصفه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي" واعتبروه الأب الحنون، والقائد العظيم، والإنسان الذي لم يرد سائلاً وأن الكلمات تعجز عن وصفه، وأن الله أحب هذه الأمة بأن بعث فيها شخص يحبها ولا يتكرر.
وتحدث المشاركون ممن رافقوا الشيخ زايد في مسيرته عن العديد من مناقبه على كافة الأصعدة ومسيرته في بناء الدولة، وذكروا العديد من المشاريع التي عز نظيرها في الوطن العربي والعالم، ومن مناقبه وبعض مشاهد من ذكرى تأسيس الاتحاد، ورغبته في بناء الدولة. بوصفه هو إنساناً شامخاً محباً لأهله، اقترض من أجل دعم أهله وأشقائه العرب في محنهم، وأن المال لم يكن عنده أغلى من أبناء الوطن. وناقش المشاركون أثر شخصية الباني والمؤسس الراحل زايد على أبناء الدولة بوصفهم أبناء زايد، واستخدام هذا الوصف وتأثر دول عربية أخرى به كونه لقب أبوي ورمز ساهم في نشر التسامح بين أبناء الإمارات. وحددوا أبرز معاني ومعالم هوية الإنسان الإماراتي من خلال ثلاثة محاور قدمها الشيخ زايد، الأولى أنه يجمع أبناء الإمارات في دولة واحدة لتأمين مظلة أمنية تعزز سيادة الدولة بعد الانسحاب البريطاني، وثانيا أنه كان يشعر نفسه مندوب من الخالق سبحانه وتعالى بأن يمد العون لكل مواطن لبناء الدولة، والثالث هو المناغمة بين التقدم والعصرنة مع الاحتفاظ بتاريخ وهوية الإمارات. وقيام المرحلوم الشيخ زايد ببناء متحف أثري في العين ليعرف شعب الإمارت بحضارة عمرها أكثر من 4000 آلاف سنة. وقدرته على تخطي التحديات ببناء الدولة.
وذكر المتحدثون العديد من المقاطع التي ذكرها صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي في حديثه عن زايد، عندما وصف المرحوم الشيخ زايد بأن بزغ كالنجم كالثاقب، وكون أمة وكان هو أمة. وعددوا بعضاَ من الأخطار التي كانت تحيط بدولة الإمارات، وكيفية سعي المرحوم الشيخ زايد إلى حل المشاكل بالأسوة الحسنة بما لديه من عقيدة وإيمان ثابت، حيث نجح في التغلب على العقبات مع الحروب والخلافات التي مرت في المنطقة والتي تسببت في بيئة مضطربة، ، وقدرته على استقطاب الدعم من حوله للوصول بسفينة الدولة إلى بر الأمان من خلال الحوار وحرصه على التأسيس لرفاهية البلاد وأمنها.
واستعرض الحضور كيف بنى المرحوم الشيخ زايد القرى النموذجية والمدن، وأصر على تغيير من طبيعة الصحراء واستصلاح الأراضي للزراعية، وإصداره لجمله من القوانين البيئية الصارمة حصد بسببها 16 جائزة دولية بيئية.
وذكر المشاركون أن الراحل المرحوم الشيخ زايد قد رصد 26 مليار دولار خلال مسيرته التي امتدت 34 سنة لصالح عمل الخير في 59 دولة، وأنه كان أول من بادر إلى قطع إمدادات النفط لدعم أشقاءه العرب، وهو صاحب المقولة الشهيرة أن "البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي"، واستعرض المشاركون مجموعة من المواقف التاريخية لدعم مصر وسورياً وفلسطين، وبحثه الشغوف عن دعم المرضى والمحتاجين والأيتام أينما كانوا انطلاقا من إيمانه أن البشرية أسرة واحدة ذات مصير مشترك. ولفت الحضور إلى أن الراحل الشيخ زايد جمع أمة قوية أوصل صيتها إلى العالم كله، وأن رجالاً أقوياء وقفوا إلى جانبه كسمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وأن خلفاؤهم من القادة الأبناء ترجموا رؤيتهم إلى أفعال. ووجه الحضور كلمة إلى جيل الشباب، بضررة أن يسخر نفسه لخدمة هذه الوطن، و أن يقوم بالدور الذي قام به الجيل المؤسس لأنه جيل اجهد وثابر لكي تصل البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم، وأن الولاء ليس مجرد وإنما يجب أن يصحبه فعل واجتهاد، وأنه يجب أن نبحث عن أحبه الراحل الشيخ زايد فينا من تفان وإخلاص في العمل لحماية المكتسبات.
وشارك في المجلس مجموعة من الشخصيات الإعلامية والفكرية العربية المعروفة، للحديث عن شخصية زايد الإنسانية، ممن عاصروا المغفور له بإذن الله، وتعرفوا على جهده في مختلف المجالات.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة اتصالات هي الشريك والراعي الرسمي لكافة مجالس نادي دبي للصحافة الرمضانية، حيث تعمل على تقديم جوائزة قيمة للمشاركين من خلال السحوبات اليومية على الحضور.