اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الإثنين، أن ثورة المصريين في مواجهة «الإخوان المسلمين» تمثل إحدى التطورات الواعدة في الشرق الأوسط منذ بدء الربيع العربي، مشيرة إلى أن «الإدارة الأمريكية وجدت نفسها في الجانب الخطأ تجاه الوضع السياسي في مصر للمرة الثانية»، بعد أن أطاحت المظاهرات في ميدان التحرير بمن اعتبره المصريون رجل أمريكا القوي الذي تسانده، بحسب الصحيفة. وأوضحت الصحيفة أن «الشعب المصري نفر من الإدارة الأمريكية خلال ثورة 25 يناير قبل عامين جراء تأييدها للرئيس الأسبق، حسني مبارك، إلى أن سقط تماما»، بحسب الصحيفة.
وأشارت إلى تصريح نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأن «مبارك لم يكن ديكتاتورا»، وتصريح مبعوث الولاياتالمتحدة لدى القاهرة، فرانك ويسنر، بأن «مبارك يجب أن يظل في الحكم» من أجل الإشراف على التغييرات الديمقراطية، إلى أن جاءهم رد ميدان التحرير مستنكرا تأييد الولاياتالمتحدة للرئيس المخلوع، عبر حمل لافتات مكتوب عليها: «عار عليك يا أوباما».
ونقلت الصحيفة عن الباحث في معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة، مايكل روبين قوله: «مرسي استطاع أن يحقق في عام واحد ما استغرق من سلفه مبارك 3 عقود كاملة، وهو أن يعادي الشعب المصري تماما، حيث أظهرت آخر الإحصائيات أن 73% من المصريين يعتقدون أن مرسي لم يقدم أي شيء جيد خلال فترة توليه رئاسة البلاد»، منوهًا إلى أن «المصريين انتخبوا مرسي من أجل التركيز على تحسين الوضع المتدهور للاقتصاد المصري وخلق فرص عمل، وليس من أجل تطبيق القانون الإسلامي»، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن «موقف الولاياتالمتحدة ازداد سوءا عقب تصريح السفيرة الأمريكية، آن باترسون، بمعارضتها لرد فعل الشارع المطالب بعزل مرسي ومحاولتها لإقناع العديد من المجموعات بالابتعاد عن المشاركة في المظاهرات، حيث أطاحت المظاهرات في ميدان التحرير بالرجل الذي اعتبره المصريين رجل أمريكا القوي التي تسانده»، بحسب الصحيفة.
واختتمت الصحيفة بأن «المصريين لقنوا الادارة الأمريكية درسا»، موضحة أنه «حينما يتدفق أكثر من مليون مصري للتظاهر ضد جماعة الإخوان المسلمين مطالبين الإدارة الأمريكية بأن تبين موقفها تجاه التظاهرات، فإنها لابد وأن تقف بجوار إرادة الشعب». منوهة إلى أن «الإدارة الأمريكية بددت هذا النصر من خلال مساندتها للفرعون بدلا من الشعب»، بحسب الصحيفة.