سيرتها حاضرة مع كل انهيار يتعرض له الاقتصاد المصرى، وأموالها على أهبة الاستعداد للاستثمار فى أى مجال على أرض الكنانة، تسعى لأن تكون صاحبة الدور الرئيسى فى المنطقة العربية، ولذا يسير تنامى دورها فى المنطقة جنباً إلى جنب مع الانهيار المؤسسى الذى تتعرض له مصر. هى دولة قطر، التى يتهمها البعض بأنها تلعب دوراً خفياً وتستغل ما يحدث ليصب فى مصلحتها، وهو الدور الذى لم يخف عن المتظاهرين المصريين الذين رفعوا أمس الأول فى المنطقة المحيطة بميدان التحرير لافتة تحمل صورة الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، أمير قطر، وبجوارها يوجد علما أمريكا وإسرائيل، فى إشارة إلى أن قطر لا تريد خيراً بمصر مثلما تفعل أمريكا وإسرائيل فى المنطقة العربية. الدكتور عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أكد أن قطر دويلة صغيرة ليس لها وزن استراتيجى، تحاول أن تبحث لنفسها عن دور وتحظى بمكانه ونفوذ فى المنطقة. وقال: دور قطر فى مصر تخطى تلك الأمور، فهناك قرار سيادى بتمكين القطريين من السيطرة على مفاصل الاقتصاد المصرى، فى مقابل خدمة المشروع الإخوانى المتكامل، الأمر الذى لم يكن ممكناً حدوثه فى ليبيا أو تونس، فبالرغم من قيام ثورة بهما، فإن ليبيا على سبيل المثال دولة غنية، لن تفلح معها أموال قطر، كما أن هناك توازناً فى القوى فى تونس، فرئيس الدولة ليس إخوانياً، بما يسمح بوجود شراكة فى السلطة، وليس مشروعاً إخوانياً خالصاً كما هو فى مصر. وأد مخطط الاختراق القطرى لا يمكن أن يحدث، فى رأى «جاد»، إلا فى حالة واحدة، هى أن تفوز القوى المدنية فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، بنسبة تتجاوز ال 50%، الأمر الذى يسمح بتشكيل حكومة قوية تساعد على تقزيم دور قطر فى المنطقة.