لم يجد فنانون ما يشغلهم ويضيع وقت فراغهم بسبب توقف النشاط الفني على خلفية اضطراب الأوضاع السياسية في البلاد سوى لعبة "البلاي ستيشن" أوممارسة الرياضة، وسماع الموسيقى، وقراءة الكتب وآداء الطقوس الاجتماعية من عزاء أوأفراح. فيما حازت متابعة البرامج السياسية والحوارية التي تبثها الفضائيات ملاذ القسط الأكبر من الفنانين. كما أدى توقف الفنانين عن العمل إلى تقلص إيراداتهم ما دفعهم إلى ترشيد انفاقهم ومصروفاتهم خشية استمرار الأزمة لفترة طويلة، بخاصة أن بعضا منهم يعيش على مدخرات أو ودائع قاربت على الانتهاء بينما تعيش الأكثرية منهم على السلف والقروض. يقول الفنان محمد متولي-للنشرة الفنية لوكالة أنباء الشرق الأوسط-"بالفعل أثرت حالة الركود الفني وتوقف النشاط على حياتنا اليومية، إذ أصبحت أمضي وقتا كبيرا في قراءة الكتب وسماع الموسيقى والغناء وممارسة الرياضة المنزلية أوالخروج مع الأسرة للفسحة، وبالتالي أقوم بتوزيع وقتي بين الثقافة والرياضة والموسيقى". وأضاف:"وبرغم ذلك أشعر بالملل لأني أمارس هذه الأشياء، ولكن أشعر بأن شيئا ينقصني لأني أحب الشغل وهو أكل عيشي ومصدر رزقي". وعن مصدر دخله في ظل توقف النشاط قال: "أنا أعتمد حاليا على ما ادخرته من أموال عن أعمال سابقة، ولكن نظرا لطول فترة توقف النشاط التي زادت عن عامين بدأ الرصيد ينقص والفلوس تقل ونأمل من الله أن تنتهي هذه المحنة، لأن الوضع لو استمر أكثر من هذا سيزيد أوضاع الفنانين سوءا". وحول الاتجاه إلى تقليص النفقات بسبب هذه الأزمة قال: فعلا بدأت أقلص النفقات وأطلعت بناتي وزوجتي على وضعي المالي وطلبت منهم ترشيد النفقات والاعتدال في الانفاق بسبب توقف الشغل، فمثلا اقتصرت الفسحة على مرة واحدة في الأسبوع بدلا من مرتين وتقريبا طلبت منهم الاقتصاد في المصروفات لأن الميزانية تقلصت إلى النصف وعليهم التعامل مع الوضع الجديد حتى تصبح الأمور متوازنة". ويقول الفنان فتوح أحمد:"أنا في الغالب لاأخرج من المنزل إلا لأداء مناسبات اجتماعية سواء كانت عزاء أو أفراحا، فضلا عن القيام بالزيارات العائلية أو لعبة "البلاي ستيشن"مع الأصدقاء والجلوس لفترات طويلة أمام القنوات الاخبارية لمتابعة المشهد السياسي في مصر". وأضاف:"تأثرت أوضاع الفنانين المعيشية بشكل كبير بسبب توقف النشاط، لأن الفنانين لايملكون مشروعات تدر عليهم مالا في الأزمات، فضلا عن أن الفنان لا يجيد أي عمل غير الفن وهناك عدد منهم يعيش حاليا على مدخرات مالية يحتفظون بها، والبعض الآخر كان لديه دفاتر توفير لأولاده بدأ يسحب منها ولكن هذه الأموال أوشكت على الانتهاء بخاصة مع تعقد الأمور، بينما الأكثرية من الفنانين يعيشون على السلف من زملائهم الأغنياء لحين انتهاء الأزمة". وأشار إلى أن المشكلة الكبيرة أن هناك قطاعا كبيرا من الفنانين فقراء لايملكون أموالا ولا يطلبون، فضلا عن أن نقابة المهن التمثيلية لا تصرف مرتبات شهرية لأنها نقابة فقيرة تعتمد على الدخل الذاتي ولا تحصل على أي دعم حكومي وهي رغم ذلك تعمل كل ما في جهدها لمساعدة الفنانين العاطلين من خلال توفير فرص عمل لبعضهم في الأعمال التي يجري تصويرها الآن أو في تحمل نفقات العلاج لبعضهم أو دفع إعانات للبعض الآخر. ولفت إلى أن أغنياء الفنانين قلصوا نفقاتهم إلى أكثر من النصف بسبب الأزمة الحالية بينما الغالبية منهم يعيش على الفتات لأنه لامصدر رزق لهم، مطالبا بزيادة الدعم الحكومي لشركات الانتاج الحكومي لأنه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية التي تعصف بالوسط الفني خاصة أن هناك حوالي 6 ملايين شخص يعملون في هذه الصناعة. من جانبه أكد الفنان مجدي كامل أنه لا أعمال فنية لديه حاليا وهناك شبه توقف للنشاط الفني بسبب ما شهدته البلاد من أحداث وهو يتواجد فترات طويلة بالمنزل يشاهد التليفزيون ويتابع القنوات الإخبارية فقط ، لافتا إلى أن دخله متوقف لأنه لايوجد شغل وبالتالي يعيش على مدخرات قديمة. من جانبها..أكدت المطربة سما المصري عدم توجد أعمال لديها حاليا وهي تمضي أغلب وقتها مع أهلها في البيت لأن الشغل شبه متوقف ولا توجد أي حفلات وأنها تعيش على إعانات مالية تأخذها من والدتها، وقالت:"بدل ما نساعد أهلنا نأخذ منهم".